الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

* كيكة الحكومة *

كيكة الحكومة

لا يخفى على احد من المتابعين للساحة السياسية اسف "للحلبة السياسية " ان بعد تقديم استقالة الحكومة لسمو الامير كان للامير عدة خيارات اشرنا اليها في مقال لنا سابق (ماذا بعد الاستجواب ) .. وراى سمو الامير بنظرته الثاقبة للامور ان يقبل الاستقالة دون حل المجلس .. سواء حلا دستوريا او غير دستوري .. وفي رايي بهذا الحكم بالاستقالة ان صاحب السمو اختار عين العقل وعين الحكمة .. وذلك السبب بسيط وهو ان قبل فترة تم حل مجلس الامة السابق الذي حدث قبل عدة شهور وكان رؤية الجميع ان سبب الصراع والتصعيد البرلماني في المجلس ماهو إلا سببه نواب مجلس الامة الذين اقاموا الدنيا وقلبوها على كل صغيرة وكبيرة .. في البلاد .. ومن ثم تم حل المجلس حلا دستوري بناء على نص المادة 107 ..

إلا انه اثبتت هذه الانتخابات ان الناس لايريدون إلا هؤلاء النواب .. والدليل ان معظم نواب المجلس السابق نجحوا بالمجلس الحالي .. وهذا تاكيد واضح وجلي من قبل ارادة الامة على هذا الاختيار لنوابهم .. وبغض النظر عن صحة رايهم او فساده .. إلا ان الانتخابات عبرة عن راي الاغلبية .. في البلاد ولنوابهم .. وانهم يرون فيهم الاصلاح وانهم الاكفا والاخير لتمثيلهم من بين المرشحين .. وعلى اقل تقدير هم افضل الاسوأ على الساحة !!!

فبذلك عندما قبل صاحب السمو الاستقالة .. واثبت للشعب انه تمسك بالمجلس وهو الذي يعبر عن ارادتهم واصواتهم .. وتخلى عن حكومته .. وبذلك كان صاحب السمو يقول للشعب قد اخترتكم وفضلتكم على الحكومة .. ولم احل المجلس وكان بمقدوري ذلك .. وبذلك قد نال محبة الشعب وكسبهم .. وهذا كما قلنا عين الصواب والحكمة ..

وهذا كلام جميل كله . متى ماكان معارضوا الحكومة من النواب هي معارضة من اجل الصلاح والتنمية .. وكلمة حق تقال ان من النواب من هم ذلك .. إلا اننا نرى ان البعض الاخر من يعرض من اجل المعارضة فقط .. ومن اجل التازيم .. حتى دخلت الشخصانية والطائفية في المعارضة .. فاصبح النائب يعارض الوزير ليس بسبب قصور في العمل وادارته .. ولكن بسبب ان الوزير لم يقبل مالدى النائب من معاملات مخالفة للقانون .. وذاك يعرض لان عدل الوزير يقلقة .. او ان عدم تحجب الوزيرة يزعجه !!

فاذا قبول الاستقالة " من وجهة نظري " صحيحة وفي الوقت المناسب .. إلا ان العقبة التالية بهذا الوقت هو تشكيل الحكومة الجديدة .. والذي اصبح الحدث المرتقب من الجميع .. وماذا ستنتج عنه كيكة الوزارة .. !!!

وما ان سمعنا " من بخور السوق " .. انه سوق يتم تعيين الشيخ ناصر المحمد رئيسا للحكومة إلا وسل النواب سيوفهم معارضة للقرار صاحب السمو الذي له مطلق الحرية باختياره .. وتسابق الكل باخذ ما بقي من كيكة الوزارة حتى يكون له النصيب الكبر من الغنائم .. والشرف الاعظم !!

فالكل يريد ان ياكل مالذ وطاب قبل فوات الاوان !!!

وفي الحقيقة قد نؤيد ماتوجه اليه النواب من معارضتهم لرئيس الحكومة ... فماذا تقول في رئيس تم حل المجلس خلال فترته اكثر من مره .. وتم تقديم استجوابات له ولوزرائه اكثر من مره .. ووصل حدة التأزيم و الصراع السياسي إلى قمته !!

إلا انه لا نلوم سيدي صاحب السمو بهذا القرار متى ماعلمنا حالات الصراع الداخلي في الاسرة الحاكمة .. التي علم بها الوافد قبل المواطن !!

وهذا الصراع برايي قد نتج عنه عدم وجود اناس حكيمة واصحاب عقول راجحة داخل الاسرة .. ولم يكون هناك صف ثاني في الاسرة يحملوا لواء الحكومة .. او عالاقل قيادات تبشر بمستقبل واعد ...

ومع هذا انا لا اقول بانه لا يوجد بتاتا ذلك .. ولكن كما قلت وجود هذه الصراعات نتج عنها قلة وجودهذه الفئة .. او عالاقل تغطيتها .. او وأدها !!

وبهذه المشاكل و الاختلافات من صراع داخل الاسرة – حكومة عاجزة عن ادارة الازمات – نواب فاسدين ... فبعد ذلك ماذا نريد من " كويت الخير " ان تكون !!!

وللاسف اصبح دور الشعب الجوعان والعطشان دور المشاهد من قريب طاولة الطعام التي عليها الكيكة .. دون ان يكون له الحق بالاكل .. والقصور على المشاهدة فقط !!

ليست هناك تعليقات: