هذه مقاله قريتها لاحد الكتاب في احد جرائدنا :)
فاحببت انا انشرها لكم :)
ومنها نريح شوي عن التدوين :)
------------------------------------------------------------------------
نعم ... انتصرت غزة
-------------------------------
يعجب المرء من تشكيك البعض من أصحاب الاقلام.. وللاسف قلة من الخطباء - في انتصار المقاومة الفلسطينية في مواجهة
العدوان الصهيوني، ولا ندري لماذا يتم التسطيح في الفكر، والقفز على الحقائق، وتغليب الندية السياسية والفكرية ضد مقاومة باسلة
سطرت ملحمة تعد من الملاحم النادرة عبر التاريخ، فقد حشد الكيان الصهيوني كل قواه البرية والجوية والبحرية وألويته الاصلية
والاحتياطية، في ظل تواطؤ دولي واقليمي وفلسطيني، واعلنوا لحلفائهم ان الحرب لن تستغرق سوى اربعة ايام لاسقاط حكومة
حماس.
أود من المشككين في الانتصار الذين حملوا المقاومة جرم اشعال الحرب ان يجيبونا عن الاسئلة التالية لنرى مستوى الموضوعية في رأيهم ذلك :-
أعلن الصهاينة ان اهدافهم في الحرب هي :-
اسقاط حكومة حماس وضرب قدرتها العسكرية في اطلاق الصواريخ وتحريض الشعب الفلسطيني على حماس واستبدال حكومة عباس
بها والقضاء على خيار المقاومة (الارهاب بلغتهم) بشكل نهائي !!
والاسئلة هي:
* هل سقطت حكومة حماس..؟
ام خرجت من العدوان اكثر تماسكا وقوة وتأييدا شعبيا كما رأينا وسمعنا وليس من خواطرنا ومشاعرنا؟
* هل دمرت القوة العسكرية للمقاومة..؟
*وهل توقفت الصواريخ عن الاطلاق؟
لقد اطلقت المقاومة ما يقارب الف قذيفة من صواريخ القسام وجراد والهاون ومازال لديها المزيد في ترساناتها،
وقبل ان يرد احدهم «وماذا فعلت تلك الصواريخ مقابل القوة العسكرية الصهيونية»؟
فاننا نرد ببساطة لو لم تؤثر لما جعلها الكيان الصهيوني هدفا لحملته العسكرية!!
* هل ثار الشعب الفلسطيني على حكومته الشرعية؟
أم ازداد التفافا حولها وثقة برجالها وتأييدا لمواقفها لما رأى كم الصدق والايمان والامانة والتضحية فقد قدمت خيرة رجالها ضمن
قافلة الشهداء؟!
* هل تم القضاء على خيار المقاومة؟
أم أصبح خيار المقاومة اليوم خيارا واحدا لا ثاني له فلسطينيا وعربيا واسلاميا، سيدة مغربية صرخت على شاشة الجزيرة تقول: «انا
علمانية ولكني اليوم انادي بالجهاد» لقد اصبحت المناداة بالجهاد على كل لسان، بعد ان سعت الصهيونية لربط الكلمة بالارهاب
وجرمت كل من يتداول هذه الكلمة.. أما اليوم فمن يجرؤ ان ينادي بالسلام مع الصهاينة..؟!
الاربعة ايام التي قدرها الصهاينة للحسم أصبحت ثلاثة وعشرين يوما، لم تنته بالانتصار لكنها انتهت باندحار ذليل تراكض الصهاينة
في اخر يوم كأنهم يسابقون الزمن قبل وصول اوباما لسدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية وتحت ضربات المقاومة التي حجبها
الاعلام الصهيوني امام العالم
اما المتباكون على القتلى والدمار الذي اصاب غزة، فالعجب ان تصبح هذه الجريمة ادانة للمقاومة..!!
بأي منطق يتحدث هؤلاء؟
كيف تدان الضحية ويسكت عن الجلاد؟
ويقولون لماذا تحرشت المقاومة باليهود؟
وكيف تعتبرونه نصرا مع هذا الحجم من الضحايا؟
ونقول لهؤلاء:-
من يتهم المقاومة بانها البادئة يتغافل ويتجاهل أن اسرائيل كيان محتل ومغتصب يجب مقاومته واي تنكيل به وضرب لقدراته هو جهاد
مشروع، ثم ان الواقع والمعلومات التي تكررها المقاومة بأن اليهود هم من بدأ الاعتداء بعد انتهاء الهدنة تنفي تلك الشبهة، كما
اصبح معلوما لكل متابع منصف للقضية الفلسطينية ان الاعتداء الصهيوني كان حلقة رابعة من حلقات التآمر على حماس بعد فوزها
بالانتخابات التشريعية وتسلمها لزمام الحكم ابتدأ بافشال الحكومة الوطنية بتواطؤ مع التيار المتصهين في فتح ثم الحصار السياسي ثم
الفلتان الامني للمجرم محمد دحلان ثم بالحصار الاقتصادي ثم اخيرا بالعدوان الاجرامي. ومعلوم ان قوات دحلان كانت جاهزة في مصر
بعد العدوان البري للصهاينة للدخول إلى غزة ولكن «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»
فهل يجوز لاحد بعد هذا ان يتهم المقاومة بأنها البادئة بالقتال، واقول حتى لو بدأت فلها كل الحق في ذلك فهو جهاد مشروع
ثم أخبرونا يا معشر المتباكين على الشهداء والدمار: اي شعب من شعوب الارض نال استقلاله وحريته دون تضحيات ألم تقدم الجزائر
مليون شهيد وفيتنام ثلاثمائة الف وافغانستان ضد الروس قدموا عشرات الالوف، ونحن في الكويت الم نكابد مئات الشهداء والاسرى؟!
هل يقول أولئك: ان رفض الكويت لاعطاء صدام بوبيان ومواجهتها الغزو العراقي كان مغامرة وتهوراً (كما نادى بذلك رموز اليسار
الكويتي في لندن)؟!
هل قال أحد ان الكويت والمقاومة الكويتية كانت قادرة على رد العدوان البعثي وهزيمته؟!
ام ان المقاومة كانت واجبا شرعيا ووطنيا وان التضحيات كانت ضريبة للصمود والتمسك بالحق الكويتي العادل، أليس هذا ما هو حادث
فعلا في غزة؟!
اما من ارادوا الولوج لهذه الشبهات من باب الحكم الشرعي مستدلين بقوله تعالى «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل»
وحيث لم يتم الاعداد كانت المواجهة تهورا ومغامرة! حتى قال احدهم حين ناقشه احد المصلين في رأيه الشاذ ضد المقاومة». على
شعب غزة والمقاومة ان يهاجروا كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم!!!!
أقول لهؤلاء المتفيهقين:-
كان الواجب قبل ان تتصدروا للحكم في القضية ان ترجعوا لفتاوى العلماء الذين تكررت فتاواهم وبياناتهم الواضحة في دعم المقاومة،
ووجوب الجهاد والانكار على المتخاذلين والمثبطين، وجميعها كانت فتاوى جماعية لهيئات معتبرة فمن أين جاء اولئك الخطباء الذين ما
احترموا امانة منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم نسألهم:
من الذي يحدد «الاستطاعة» للمقاومة، أنتم يا من تتكئون على الآرائك؟ أم المقاومة التي تتكون قيادتها من ثلة كريمة
من الشرعيين والسياسيين والعسكريين يدرسون واقعهم بدقة ويعلمون قوتهم وقوة العدو ويرسمون استراتيجية المواجهة مع العدو
وأنهم ما قبلوا المواجهة التي فرضت عليهم إلا وقد وثقوا بنصر الله ثم بما بذلوه من جهود قدر استطاعتهم في ظل الحصار، فماذا كانت
نتيجة المواجهة العسكرية المباشرة للمقاومة مع العدو الصهيوني؟، شهداء القسام 48 وقتلى اليهود 80، جرحى القسام مائة وجرحى
اليهود أكثر من 400، ودمرت عشرات الدبابات والآليات، وقصفت أكثر من 10 مستوطنات وارتفع عدد الصهاينة المهددين بصواريخ
المقاومة من 250 ألفاً قبل الحرب إلى مليون ذاقوا الرعب وتعطلت مؤسساتهم الرسمية ومدارسهم واختبأوا في مخابئهم طوال
الحرب،،
أليس ذلك دليلا واضحا على مصداقية الاعداد؟
أفيدونا إن كنتم تعلمون !!
عن أي معركة خاضها المسلمون أمام أعدائهم وكانوا أكثر عددا وعدة؟ ألم يأمر المولى جل وعلا المسلمين في بداية عهدهم بأن
يقاتل المسلم عشرة من الكفار؟ أين مفردات «التضحية» و«الفداء» و«الجهاد» و«المصابرة» و«حب الشهادة» في قاموسكم
الفقهي؟ أفتونا هداكم الله.