السبت، 31 يوليو 2010

* سائق لدولة السماء *










سائــق لدولة الســماء


---------------




الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله

سبحان الحي القيوم .. سبحان من كل يوم هو في شأن ..

سبحان من كتب على خلقه الفناء .. وتفرد بجلاله بالبقاء ..

سبحان الدائم الواحد .. سبحان القائل : لمن الملك اليوم ! .. سبحان المجيب : لله الواحد القهار ..

احمده حمد الشاكرين لنعمه .. الصابرين لحكمه .. الطامعين لعفوه ..

كيف ابدء وهل لهذا المقام من حقيقة في دائرة المجاز ..
كيف ابدء وهل للكلمات من وجود في عالم العدم ..
كيف ابدء وهل من يقين للمفر من هذه الشكوك ..
كيف ابدء وهل للأقلام من مداد وقد وقف السداد ..


أقول ..

من اليسير جدا استقبال مفاجآت هذه الدنيا من مآسيها وافراحها .. ومن المناسب جدا اعتياد ذلك والتعود عليه واحدة بعد الاخرى .. فقد تأتي عليك اخبار مفرحه والامر لديك لا يتعدى ابتسامه على فمك ثم ينتهي الامر وتجد تلك البسمه لم تلامس قلبك .. وقد تأتيك اخبار محزنة ولا تتعدي دمعات بسيطة بأسوء الاحوال قد تطول معك ساعات او ايام ثم لا شيء بعدها .. من حكمة دولة الايام ان تعلمك ذلك وتعودك على سننها التي خلقت فيها ..

فقد يطيب العمر الا ساعة وقد تسع الارض الا موضعا ..

الا ان هناك شعور مختلف يخرق تلك السنن لكي تعلمك ان لا شيء دائم على فطرتك وان هناك ماهو دائما معجز وغريب ولا يخطر على ومضة من فكرك !

انتقل الى رحمة الله عمر ابراهيم الرفاعي بحادث مؤلم - عصرا !!

عفوا ..
هل تقصد عمر ذاك الذي كنت اتحدث معه اليوم وقت الظهيره اثناء عودتي من العمل ، ذاك الذي ابلغني بموعد لللقاء قريب نتحدث فيه بعد غيبه ايام لا تتجاوز اليد الواحده ، ام هو شخص اخر لا اعرفه وصل خبره لي من باب اخبار العامه !

نعم هو ذاك !

ذااااااااااااااااك !!

مجرد ثلاثة احرف جعلتني في معزل عن ماديات الحياة ، اخذتني من فراغ الشك الى معمعة اليقين ، لم تمر الا ومعها امواج من الآلام تلطمني يمنة ويسرة و ألقتني معها الى شاطئ الأحزان !

هل يمكن للكلمة ان تخلق انسان اخر !

نعم ..

هذا ماحصل لي بالذات حرفيا ، مجرد كلمة تؤكد وفاة اخي عمر الا وجدت نفسي قد مت وخلقت في نفس اللحظة الا انني لم اجد نفسي ذاك الانسان صاحب المشاعر بل من الخطأ وصف الانسانية لي قبل ذاك الخبر ، وفجأة وجدت نفسي مصدوم ، لم يكن لي لسان يذوق الحياة سوى لسان يذوق الصدمه لاول مرة .

كيف هو شعور الصدمه ! ، لا اعلم ، ولكنه قريب من ان يجعلك انت وكرسيك واحد ! ، هل من الممكن لكلمة ان تفعل ذلك ! نعم لانها تجر ورائها سيلا من الضربات تفقدك معنى الحس الوجداني الانساني ، نعم هي تفعل ذلك لانها مصحوبة بقدر الله !

ماكنت اعلم ان للدموع مذاق الا بعد ان فقدت عمر !

كنت اسمع كحال غيري ان هناك صوت يدعى النحيب ماسمعته الا بعد ان فقدت عمر !

قرأت عن الفراق والغربه والهجر ولكن لم يتجاوز ذلك اسطر من الكتب ما احسسته الا بعد ان فقدت عمر !

ما شعرت ببرد الوجنتين من هطول الادمع الا بعد ان فقدت عمر !

ما علمت ان للعين نصيب من الغمام والسحاب الا بعد ان فقدت عمر !

ما كنت اعلم ان للحناجر سجون تخنق فيها الارواح الا بعد ان فقدت عمر!

لم اشعر يوما ان القلب ينفطر الا بعد ان فقدت عمر !

كنت اشك ان اللسان قد ينأسر يوما من الكلمات ، وأيقنت ذلك بعد ان فقدت عمر !

بالله عليكم اخبروني هل صحيح ان للانسان قلب تسمع خفقاته ، لانني فقدته ضرباته بعد وفاة عمر !

لِمَ اختار القدر عمر بالذات !

تلك هي الحكمة التي يضل بها كثير من الناس لِمَ ولماذا !
يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها لاننا مؤمنين ان لو اختار الانسان حياته لما اختار الا قدره المكتوب .. وهل هناك افضل من قدر كتبه الله لكي نعيشه !

لم يكن هناك اختلاف بيني وبين عمر ، هو في مقتبل العمر وكانت لديه احلام وانا كذلك !

عفوا !

هل قلت لم يكن هناك اختلاف !
يا لسخرية لساني وفلتاته الغير محكمه ، كيف اجترء بقول ذلك !

عفوا بل كان هناك اختلاف !

وهو انه عند وفاته رحمه الله كانت خاتمته مفرحه وكأنها الماء والثلج والبرد .. حيث وجدنا اصبع سبابته مرتفع الى السماء الى حياة الازل والخلود يعلن خير مافي هذي الملعونه وهو شهاده ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله .. وكأن سبابته تشير الى موعد هناك في الفردوس وكأنها تقول اجعلوا لي مكان بجانب جدي .. وكأنها تنطق اريد رؤية ربي .. كان هناك سباق بين روحه الطاهره واصبع سبابته ايهما يصل الى دولة السماء ، دولة الخلود ، اصبع يحمل بين ثناياه بشارة الايمان ، وروح كانت تتقلب بين السماء والارض ..

ارتفع الاصبع منفردا طليقا حر وكأن الشوق كان يعصف بدمه فلم يتمالك نفسه قبل الوفاة الا واشار الى مكانه في الخلود هناك عند مقعد صدق عند مليك مقتدر، لم يتحمل الاصبع ثواني قبيل وفاته ويشير في حياة الروح الى مكانه ولكنه سابق تلك الحياة واعلنها مدوية لكل ذي عقل يتعقل به في حياة الجسد قبل حياة الروح انني هناك ، هناك في الأعلى ، فهي والله وبالله وتالله لهي الحياة الحقيقة ، فلا تغرنكم حياتكم المجازية ، فلو انها كانت بالميزان شيء لما سقى الله فيها شربة لكافر !

اشار الاصبع الى الاعلى واشارت بقية اصابعه الى الاسفل ، وكأني اسمعها تنطق لمن شك بحياة الروح والخلود : هييي يا انت ايها العاقل كيف تشك بالحساب ونحن اصابع يد واحده قد ايقنا ان للطين حياتين هنا وهناك ! ، وعلمنا أن لا وجود الا لصاحب الوجود ، الا للفرد الصمد الواحد الاحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .. كيف غبت بالمكونات عن صاحب المكونات ، كيف انشغلت بالوجود عن صاحب الوجود ، كيف سكرت بالأولى عن مالك الأولى والأخرة !

ارتفع الاصبع وهو ينادي هيييي ايها الطين اللازب لابد مهما خلدت فلابد من مداد كلماتك ان تنتهي في دولة الارض وسيكشف عنها هناك في الأعلى في دولة السماء .. هيييه ايها الصلصال انظر هناك فثمة حياة تنتظرك ماذا اعددت لها من قول وعمل .. الى متى وانت غافل مع هذه الدنيه ألم تأتي فكره اليقظة بعد سكره النوم ..

اشار الاصبع الى العالم الأعلى ليجعل نفسه سائقا لكل من كان له قلب الى الله عزوجل رب الأولى والآخرة ، ليجعل نفسه دليلا لكل ذي بصيرة الى ان ثمة حياة اخرى هناك في الأعلى .. في دولة السماء ..

والله لو خيروني بين ذاك الاصبع وبين الدنيا ومافيها لاخترت الاصبع وبلا جدال ..

عفوا .. هل قلت لو خيروني !!

يالسخرية لساني .. ألم أقل لكم من الصعب التحكم بفلتاته .. كيف اجترء على ذلك !!

وهل من المعقول ان نوزن السماء والارض بميزان واحد ثم نرجح !

وهل من المناسب ان نقيس الدنيا والاخره بمقياس واحد ثم نختار !

وهل من المحتمل ان نقارن الحقيقة و المجاز بمقارنة واحد ثم نعلل ونسبب !

وهل من الحق ان نجادل بين الفناء والخلود ثم نوضح ونستبين !

كيف ذلك !

عفوا .. فوالله الخيار مستحيل .. فلا يجوز الخيار .. ولا آلة تسعفني في ذلك .. بل سأطلب .. وآلة طلبي ..الدعاء ..

ان يجعلني الله من اصحاب تلك الاصابع التي ترتفع قبيل الوفاة لتعلن قيام دولة السماء لجسد التراب والماء !


هنيئا لك ياعمر تلك الشهاده .. ونحسب انك في صف جدك .. وهنيئا لك ذلك ..


واحسب انها بدايه لمشاعر الصدمات في عجلة الايام .. اسال الله فيها الصبر على حكمة قضاءه وقدره ..

وانا لله وانا اليه راجعون ..


-------------------------------------------

قصيدة " عنوان الحكم ".. للشاعر والأديب أبي الفتح البستي ...


زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ = ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ
وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ لـه = فإنَّ معناه في التحقيق فِقْــدانُ
يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً = بالله هل لخراب العمر عمران ؟
ويا حريصاً على الأموالِ تجمعُها = أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟
زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها = فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ
وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُهـا = كما يُفَصَّل ياقـوتٌ ومَرْجــانُ
أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ = فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسـانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه = أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ ؟
أقبل على النفس واستكمل فضائلها = فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسـانُ
وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في = عُروضِ زَلّتِه صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ = يرجو نَـداك فإنَّ الحرَّ مِعْـوانُ
واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً = فإنه الرُّكـْنُ إن خانَتْكَ أرْكـانُ
من يتق الله يُحمَد في عواقبه = ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا
من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ = فإنَّ ناصِـرَه عَجْـزٌ وخِـذْلانُ
من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له = على الحقيقةِ إخـوانٌ وأخْـدانُ
من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً = إليه والمـالُ للإنسـانِ فَتَّـانُ
من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم = وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ
من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا = وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ
من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً = أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ
من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً = لأن سـوسَهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدوانُ
ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ = فَجُـلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَـوَّانُ
من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له = علـى حقيقـةِ طَبْـعِ الدهرِ بُرهانُ
من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه = ندامـةً، ولِحَصْـدِ الـزَّرْعِ إبَّـانُ
من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي = قميصِـهِ منهُـمُ صـلٌّ وثُعبــانُ
كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه = صحيفـةٌ وعليهـا البِشْـرُ عُنْوانُ
ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم = ينْـدَم رفيـقٌ ولـم يَذْمُمْـهُ إنسانُ
ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ = فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المـرءِ بُنْيـانُ
أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ = فلن يَدومَ على الإحســانِ إمكـانُ
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة = والحـرُّ بالعَـدْلِ والإحسـانِ يَزْدانُ
صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه = فكـلُّ حـرِّ لحـرِّ الوَجْـهِ صَـوّانُ
فإنْ لقيـتَ عَدُواً فالْقَـهُ أبـداً = والوَجْـهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها = فليـس يسـعدُ بالخيـراتِ كسـلانُ
لا ظِلَّ للمَرْءِ يَعْرى من تُقىً ونُهىً = وإنْ أظلَّتــــه أوراقٌ وأفْنـــانُ
والناسُ أعوانُ من والتْهُ دَولَتُهُ = وهــم عليـه إذا عادَتْـهُ أعــوانُ (سَحْبانُ)
من غيرِ مالِ (باقِلٌ) حَصِرٌ = و(باقِـلٌ) فـي ثـراءِ المالِ (سَحْبانُ)
لا تودِعِ السِّـر وشَّـاءً يبوحُ بهِ = فمـا رَعـى غنماً في الدَّوِّ سِرْحـانُ
لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم = غرائـزٌ لسـتَ تُحْصيهـنَّ ألــوانُ
وما كلُّ مـاءٍ كصـدّاءٍ لـوارِدِهِ = نَعَـمْ، ولا كـلُّ نَبْـتٍ فهو سَعْــدانُ
لا تَخْدِشَنَّ بمَطْلٍ وَجْـهَ عارِفـةٍ = فالبِـرُّ يَخْدِشُــه مَطْــلٌ ولَيـّـانُ
لا تَسْتشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازمٍ يقظٍ = قد استَـوى فيـه إســرارٌ وإعلانُ
فللتدابير فرسان إذا ركضـوا = فيهـا أبـروا، كمـا للحـرب فرسان
وللأمـور مواقيـتٌ مقـدرةٌ = وكــل أمـر لـه حـد وميــزان
فلا تكُنْ عَجِلاً بالأمـر تَطْلبُـه = فليـس يُحمَـدُ قبـلَ النُّضْج بُحْرانُ
كفى من العيش ما قد سَدَّ مِن عَوَزٍ = ففيـه للحُـرِّ إن حقَّقْــتَ غُنْيـانُ
وذو القناعةِ راضٍ من معيشتِـهِ = وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ!
حَسْبُ الفتى عَقْـلُه خِلاًّ يُعاشِرُه = إذا تحــامـاه إخـوانٌ وخُــلاَّنُ
هما رَضيعا لِبانٍ: حِكمةٌ وتُقًى، = وساكِنـاً وطـنٍ: مـالٌ وطغيــانُ
إذا نَبـا بكريـم مَوْطِـنٌ فلـه = وراءَهُ في بسيـطِ الأرضِ أوطـانُ
يا ظالِماً فرِحاً بالعـزِّ سـاعَدَهُ = إن كنـتَ في سِنَـةٍ فالـدَّهرُ يقظانُ
ما استمرأ الظَّلمَ لو أنصفتَ آكِلُهُ = وهـل يَلـذُّ مـذاقَ الـمرءِ خُطْبانُ
يا أيها العالِمُ المَرْضِـيُّ سيرَتُـهُ = أبشِـرْ فأنـتَ بغيـرِ المـاءِ ريانُ
وياأخا الجهلِ لو أصبحتَ في لُجَجٍ = فأنـت ما بينهمـا لا شـكَّ ظمآنُ
لا تَحسبـنَّ سُـروراً دائمـاً أبداً = مَن سَـرَّه زمـنٌ ساءَتْـهُ أزمانُ
إذا جَفَاك خليـلٌ كنـتَ تـألَفُـه = فاطلُـبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ
وإنْ نَبَتْ بك أوطانٌ نشأتَ بهـا = فارحـلْ فكـلُّ بـلادِ اللهِ أوطـانُ
يا رافلاً في الشَّبابِ الرَّحبِ مُنْتَشِياً = مِن كأسِهِ، هل أصاب الرشدَ نشوانُ ؟
لا تَغترِرْ بشبـابٍ رائـقٍ نَضِـرٍ = فكـم تقـدم قبـلَ الشّيـبِ شُبّـانُ
ويا أخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم = يكـن لِمثلِـكَ فـي اللَّذَّاتِ إمعـانُ
هَبِ الشَّبيبةَ تُبدي عُذرَ صاحِبِها = ما عُذرُ أشْيبَ يَستهويه شيطـانُ ؟!
كلُّ الذنـوبِ فـإن الله يغفرهـا = إن شَيّـعَ المـرءَ إخلاصٌ وإيمـانُ
وكلُّ كسرٍ فـإن الدِّيـنَ يَجْبُـرُهُ = وما لكسـرِ قنـاةِ الدِّيـن جُبــرانُ
خُذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذبـةً = فيهـا لمـن يَبتَغـي التِّبيـان تِبيانُ
ما ضَرَّ حَسّانَها - والطبعُ صائِغُها - = إن لـم يَصُغْهـا قَريعُ الشِّعرِ حَسّانُ

---------------------------------------------------






الاثنين، 28 يونيو 2010

* عبقرية العقاد *






عبـقريــة العـقـاد
-----------------


بسم العقاد , فإن كان العقاد عملاق الادب , فبسم الادب ، فإن كان الادب جمال الكلمة ، فبسم الكلمة ، فإن كانت أعظم كلمه هي الله ، فبسم الله الرحمن الرحيم .

اكتب هذا المقال بخمسة اقلام ، قلم الجمال وقلم الادب وقلم التاريخ وقلم العظمة وقلم الخلود ...

اقول ..

قد يستلزم الامر في بداية الحديث عن بعض الرجال العظماء ان نبدأ بمقدمة عصماء لا تجد فيها نقصا ولا عوجا ، وقد يجرنا ذلك الى تشبيهات لا طائل لنا بها ، سوى تكحيل عين القارئ بتلك الالفاظ والكلمات حتى ينسجم مع فكرة المقال .. الا ان ذلك مختلف هنا .. فلا حاجة لي بذلك ولايستقيم بتاتا ان يستفتح هذا الاسم بمقدمة غايتها تزين القبيح وتعطير النتن من الرجال ، او ينتهي بخاتمه تشفع له ، فذكر هذا الرجل هو مقدمة وخاتمه ، واسمه تاريخ بحد ذاته ، واسطورة لا مثيل لها اذا اردت ان تبحث بشبيه له ..

ولامفر من اللجوء الى جملة شارحه اذا اردت الوصول الى ذلك المعنى ، فأقول ، ان من العسير على الذهن اقناعه بوجودِ طبيعةٍ من غير ألوان ، و وردٍ من غير شذى ، وبحرٍ من غير موج ، وشمسٍ من غير ضوء ، الا ان ذلك يهون ويسهل عند اقناعه بوجود ادبٍ من غير العقاد !

ان الكلمات الجمالية في اللغة لتغص في حنجرتي من كثرة ازدحامها لكي تخرج وتقترن بالعقاد ، وإنها لتتباهى بين مثيلاتها بوضعها بالقرب من العقاد ، ولا غرابة عندما نلحظ ان مخزون اللغة قد اعلن مسابقة الجمال للكلمات والبلاغات فنتجت عنها ان تزينت كل كلمة بأجمل الثياب وأزكى العطور طالبة القرب من العقاد فأي شرف للكلمة بعد ورودها بجانبه ، فعندما يرتجف القلم وتستحي قطراته على التعبير فاعلم انها ستكتب عن العقاد .

وليعذرني أنصار مبدأ التواضع ، فتلك مبادئ تتلاشى عند الحديث عن العملاق فهذا موضع تعظم فيه الكلمه و تمجد فيه الاحرف وتتباهي فيه الجمل ، فكيف نتحدث بعد ذلك عن تواضع بين السماء والارض ، وكيف يطيب لنا المقام بالقول بين الذرة والفلك ، فهذا من مرفوضات البديهة والفطرة السليمة قبل مرفوضات الحكم العقلي البرهاني .

في هذا اليوم 28 يونيو 1889م في مدينة اسوان ، كان التاريخ على موعد مع احد الرجال الذين لا يعشقهم ، لانهم دائما ما يأتون بلوي ذراعه ، وتغيير مجراه ، ويستقلون بتاريخ ذواتهم ... ففيه ولد عملاق الادب العربي عباس محمود العقاد ، وقد عاش الى يوم 13 مارس 1964 م ، اي مايقارب 75 سنة ، الا ان لا يفوت على ذهن القارئ الكريم ان تلك السنوات وهي طيلة حياة عباس العقاد لهي بعدد السنين والايام وحركة الافلاك والرياضيات ، وهذا مقياس لما هو في التاريخ ، اما بمعيار العظماء فهو تاريخ مستقل بحد ذاته ، فليس من الغريب ان يقول قائل ، حدث كذا في السنة الرابعة من ميلاد العقاد او حدث كذا في السنة التالية لوفاة العقاد ، فهذه من البديهيات التي لا يجهلها الا جاهل يجهل بملوحة البحر او بياض الغيوم او حلو الشهد !

مخطئ من نظر الى العقاد بأنه ظاهرة أدبية قد نالت حيزها من فراغ الادب العربي ، هذا خطأ في الفهم فادح ، فالحق الذي لامرية فيه ولا يجادل فيه او ينكره الا حاقد حسود او على اشكال صاحب السفهود ، ان العقاد ظاهرة كونيه قد نالت حيزها من الفراغ الكوني العالمي ، فلا مفارقة بين الشمس والعقاد ، فالاولى حارة ولكنها ضرورية للحياة وكذلك العقاد في للادب ، والاولى اخطأ البعض في فهمها فعبدها وكذلك العقاد في الادب ، والاولى بعيدة المصدر قريبة التأثير وكذلك العقاد في الادب ، والاولى تدور حولها الافلاك وتجذب اليها الكواكب وكذلك العقاد في الادب ، والاولى ينسب لها الزمن وكذلك العقاد في للادب والاولى مصدرها ذاتي يستمد الضوء منها وكذلك العقاد في الادب.

و لعمري إن من الأخطاء التي تسللت الى رؤوس كثير من الناس , اعتبار التنقل بين صفحات وكتب العقاد هي مجرد تنقل بين ارقام اوراق او بين مادة صفحات , حاشاه ذلك ، انما هي معراج تنتقل بك الى سبع سماوات وتدور بك حول عدة افلاك , وهو الامر الذي يجعلك تتساءل هل بعد معراج النبي الاعظم من معراج ؟!.. ان مجرد طرح هذا السؤال هو من جملة البديهيات المعقوله لقراءة بضعة اسطر للعملاق فكيف هي حال الاسئلة لو تعديت قراءة تلك الاسطر ووصلت لكمال كتاب واحد ناهيك عن عدة كتب !

عندما سُإل العقاد حول الحركة الادبية فقال : انها بخير , فقيل له لماذا ؟ قال : لانني موجود .. لله درك .. سيظل الادب بخير مادامت كلمات العقاد تمتد وتمتد وستظل بخير طالما هناك ورقه ذيلت بإسم العقاد , لقد اختصر مجد الادب وخيريته بكلمتين فقط انا موجود ! ، كلمتين قسمت الادب العربي الى قسمين ، قسم ادب 1431 سنة ، وقسم ادب العقاد .

ان اسم العقاد ليس مجرد لفظ ذكر في صخره العظماء والعمالقه .. ان اسم العقاد هي تلك الغمامة التي مازلت تمطر بفكرها العميق وتطل بأدبها الجميل حتى أعتلت درجه السماء فاذا هي سماء ثامنه ، تدور في فلكها عظماء الادب وكبار الفكر .

ان العقاد هو النموذج الوحيد المقصود الذي انفرد على وجه الواقع لما تمناه فيلسوف الشعراء ابي العلاء المعري عندما قال : واني وان كنت الاخير زمانه .. لآت بما لم تستطعه الأوائل .. ولا غرابة البته عند كل ذا حق ينسب الحق لأصحابه بوجود "اني" في البيت فما هي لعمري إلا عائدة على العقاد ولكنها جرت على لسان المعري غفر الله له فالمعني هو العقاد لا المعري كما يغلب ظن الاغلبيه ، وقد كان فيلسوف الشعراء ابي العلاء المعري عندما يذكر ابيات لشعر غيره ، فكان يقول ، قال فلان الفلاني ، الا انه عند ذكره للشاعر المتنبي فكان يقول ، قال الشاعر المتنبي ، فكان لايعد احدا من قائلي الشعر شاعرا الا المتنبي ، فليس كل من يكتب ابيات قيل عنه شاعر ، هذا بمقياس العامه ، اما مقياس المعري فهو فيقتصر على المتنبي فقط ، واذا جاز لي ان استعير هذا المقياس وقسنا به الادب العربي ، فلا مناص من ذكر كل كاتب وأديب باسمه فقط دون تقديم ، اما اذا وردنا هذا المقياس على العملاق العقاد ، فحق لنا ان نقول ، قال الاديب العقاد ! .

العجب يبلغ اشده عندما نقرأ ماسطره العقاد من دون ان نعلم ان هو كاتبه .. وما ان نعلم ان تلك بقلم عباس العقاد حتى يجد الشخص نفسه قد وقف تلقائيا بفطرته الطبيعيه إجلالا وتقديرا لكلمة عباس فان هو اكمل العقاد سيجد ان قشعريرة جسمه قد بدأت كذلك بالوقوف ، علما بأن القلب اثناء القراءة يحدثك بأنه العملاق العقاد وبعد ان بان لك وجه الحقيقة وجدت اللسان نطق " لاريب هو عملاق الادب " .

ان كلمات مثل هذه ماهي الا طلب الاعتذار والعفو ، لعدم بلوغ المنال والوفاء لتقدير العملاق العقاد ، فغايه الأمل و الرجاء ان لاتندرج هذه المقاله تحت اسم المقالات الادبية او الفكريه او الشخصية فلا طائل لي بذلك ، وغايه ما ارجوه وأصبو إليه ان تندرج هذه المقاله تحت اسم المقالات العقادية .. وعساها ذلك .

العجيب في هذا المقال انني اكتشفت في النهاية انني كتبت هذا المقال وانا واقف فلم اشعر بنفسي وانا اكتب ، فلا معنى للزمن بين يدي العقاد ، فقد جف قلمي ولم يجف فكري وقولي عن العملاق .. والأعجب منه انني وجدت بعد ذلك ان التاريخ كان واقفا بجانبي .. يبتسم :)

-----------------------------------------------------


* من اجمل اقوال عملاق الادب العربي عباس محمود العقاد : -
--------------------------------------


- " انني لا اتمنى ان اصل الى سن المائة كما يتمناه غيري ، وانما اتمنى ان تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابة والقراءة ، ولو كان ذلك غدا " .

- " فليست اضافة اعمار الى العمر بالشيء المهم الا اعتبار واحد ، وهو ان يكون العمر المضاف مقدارا من الحياة لا مقدارا من السنين ، او مقدارا من مادة الحس والفكر والخيال لا مقدارا من اخبار الوقائع وعدد السنين التي وقعت فيها ، فان ساعة من الحس والفكر والخيال تساوي مائة سنة او مئات من السنين ، ليس فيها الا انها شريط تسجيل لطائفة من الاخبار طائفة من الارقام ... كلا ... لست اهوى القراءة لأكتب .. ولا أهوى القراءة لازداد عمرا في تقدير الحساب .. وانما اهوى القراءة لان عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ، ولا تحرك كل مافي ضميري من بواعث الحركة ، والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني اكثر من حياة واحده في مدى عمر الانسان الواحد ، لانها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وان كانت لا تطيلها بمقادير الحساب

- " ولئن تمنيت شيئا بعد السبعين لأتمنين ان اعيش فلا اعيش عبثا ولا فضولا وان اعيش كما عشت بحمدالله على الدوام ، احقابا واحقابا الى الامام ، فيقول الناس اليوم ما كنت اقوله قبل عشرات الاعوام ، فذلك هو العمر الذي احتسبه سلفا واعيشه قبل حينه ، فلا يكلفني انتظاره الى الختام " .

- " ولقد تعبت كثيرا في تحصيل الادب والثقافة ، ولكنني اعترف بعد هذا التعب كله بقصوري عن الغاية التي رسمتها امامي في مقتبل صباي ، فلم ابلغ بعد غاية الطريق ولا قريبا من غايته ، واذا قدرت ما صبوت اليه بمائة في المائة ، فالذي بلغته لا يتجاوز العشرين او الثلاثين " . – مع العلم ان العقاد ترك لنا من مؤلفاته ما يفوق المائة كتاب ، و15 الف مقاله ... ومع هذا فلم يبلغ الا عشرين او ثلاثين من غايته !!! .

- يقول عنه د.طه حسين : " تسألونني لماذا أؤمن بالعقاد في الشعر الحديث وأومن به وحده، وجوابي يسير جدا، لماذا؟ لأنني أجد عند العقاد مالا أجده عند غيره من الشعراء... لأني حين أسمع شعر العقاد أو حين أخلوا إلى شعر العقاد فإنما أسمع نفسي وأخلو إلى نفسي. وحين اسمع شعر العقاد إنما اسمع الحياة المصرية الحديثة وأتبين المستقبل الرائع للأدب العربي الحديث " ... وقال " ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه " .

- ويقول د.زكي نجيب محمود (فيلسوف الادباء و اديب الفلاسقة ) : " إن شعر العقاد هو البصر الموحي إلى البصيرة، والحسد المحرك لقوة الخيال، والمحدود الذي ينتهي إلى اللا محدود، هذا هو شعر العقاد وهو الشعر العظيم كائنا من كان كاتبه... من حيث الشكل، شعر العقاد أقرب شيء إلى فن العمارة والنحت، فالقصيدة الكبرى من قصائده أقرب إلى هرم الجيزة أو معبدالكرنك منها إلى الزهرة أو جدول الماء، وتلك صفة الفن المصري الخالدة، فلو عرفت أن مصر قد تميزت في عالم الفن طوال عصور التاريخ بالنحت والعمارة عرفت أن في شعر العقاد الصلب القوي المتين جانبا يتصل اتصالا مباشرا بجذور الفن الأصيل في مصر " .


الأربعاء، 9 يونيو 2010

* اسطول الحرية في الميزان *







اسطول الحرية في الميزان !
--------------------------



يحاول صاحب هذا القلم ان يدرك بقدر المستطاع ذاك الحدث الماثل امام اعين العالم والذي يشتد طرفيه بين مغالي ومسفه , وكثر الحديث والكلام عنه حتى عُـدَ من خاضوا فيه يماثل عدد امواج البحر التي حملت ذلك الاسطول ، فالحدث ماثل امام العين يحاول العقل ليدركه ويستفهمه ومن ثم فلابد من كلام ينطق به اللسان واسطر تجري عليها القلم .

" الحكم على الشيء فرع من تصوره "

طائفة من الناس ينتمون الى طوائف شتى وعقائد عده ليس هناك رابط بينهم سوى عقيدة الانسانية وشعور النجده لاخوانهم في تلك العقيدة ، رأوا ان من الاجدر مساعدتهم ومد يد العون لهم دون الاقتصار على الطريق الغير مباشر لهم ، وفي تصورهم ان فعلتهم هي الواجب الاسمى فعله فهناك اناسا في امس الحاجه للمساعده والاغاثه ولاعذر في التخلف خطوة واحدة !

واذا شئنا ان نضع ذلك الحدث في موضعه فلابد لنا من ميزان نقيس به ، كعادة استاذنا عملاق الادب العربي عباس العقاد ، ومن ثم فاننا نقول " اسطول الحرية في الميزان " :-

1. فضح الاسلوب الاسرائيلي وجديته في مسائل السلام واحترام حقوق الانسان الدولية .
2. الاعتداء الغير مبرر على اسطول الحرية لمنع وصول المساعدات والاغاثه .
3. مجازفة المسافرين بارواحهم تجاه عمل غامض ليست نتائجه متوقعه ولا مضمونه .
4. موقف الدول العربية المخزي والذي اقتصر كعادته على التصاريح بعدم الرضا تجاه تلك الافعال والادانة لها .
5. الموقف الامريكي الداعم لاسرائيل رغم الانتهاكات ، والذي جاء على لسان بايدن – نائب الرئيس الامريكي –حيث قال : " ان من حق اسرائيل المطلق الدفاع عن امنها من خلال تفتيش السفن التي تتوجه الى غزه خشية ان تنقل سلاح الى حماس " ! .
6. بيان اهمية اسرائيل دوليا واعتبارها ووزنها .
7. زجر وغضب من قبل الاسرائيليين تجاه حكومتهم .
8. الاقتصار على الاجراءات الشكليه والوعود التي لا طائل منها من قبل الهيئات والمنظمات العربية والدولية .
9. ندم اسرائيل على تلك الافعال الغير محسوبة .
10. ارتفاع ارصدة تركيا الاسلامية لدى الدول العربية بالذات .
11. بصيص امل لاستعادة مكانت الاسلام دوليا في الاعين التركية .
12. بروز نجم تركيا وقوتها في التهديد دوليا .
13. موقف مستغرب لايران !


ذاك بعض مما وضع بالميزان ، ولا اريد ان اطيل الحديث فالامر ممتد ويطول ، وليس هذا موضعه ، وانما اردت الاقتصار فقط على بعض الملامح التي خلفتها تلك الافعال المصاحبة لاسطول الحرية ، وبعد ذلك فاننا نقول ، لا نرى اي مثلب يمكن توجيهه ضد اسطول الحرية حتى لو تصور البعض فكرة التهور او تمثيل لمسرحية ، فليس ذلك مما يوضع في الميزان ، وانما موضعه في مزبلة الفكر والمنطق ، ولا اعلم ولا اريد ان اعلم ماهي المنهجية المتبعة التي اوصلت هؤلاء لتلك النتائج ، فلا اعتبار للسفيه في الاعمال التكليفية !

ولا يفوتنا بيان ان تلك الافعال انما كانت وليدة التضحية لغاية سامية وهدف نبيل ، على الرغم من عدم توقع النتائج ، الا انه مع وضوح صورة الاسلوب الاسرائيلي الغير مستغرب فلا ارى ان منطقيات العقل والتضحية تشير الى مقابلة ذلك الاسلوب بالعناد ، وتوجيه سفن الاغاثة والمساعدات مرة اخرى في نفس الاسلوب ، فهذا ما اراه يقع تحت مظلة التهور وعدم ادراك النتائج المتوقعه لهذا الفعل وليس بعيد بان يميل الى القاء النفس الى التهلكه ، وهذا ما يمنعه العقل قبل الشرع ، فلا مبرر حتى لو كانت الدواعي انسانية ارسال المساعدات البحرية بنفس تلك الخطورة المتوقعه ، فالاسلوب الاسرائيلي كما بان لا يبالي بتلك الممارسات التي وصلت لقتل الابرياء تجاه عدوه ، فلم تخسر اسرائيل جراء فعلتها الاخيرة امر مهم ، فالامر لايتجاوز حدود الزخم الاعلامي التي ينتهي بعد سقوط الايام القادمه ، مع رجحان تبرير موقف اسرائيل بانه موقف شرعي تستدعيه منطقيات وابجديات السياسة ، والتاريخ خير شاهد !

اما بصدد التنبوء بالعلاقات التركية – الاسرائيلية ، بعد تلك اللهجة العنيفة بعض الشي التي استخدمتها تركيا تجاه اسرائيل ، فهي ستتضح بعد ان نعلم طبيعة تلك العلاقة المتبادلة سابقا ، وهي التي تجعلنا في نهاية المطاف نهمش فكرة قطع العلاقات نهائيا بين الدولتين جراء ذلك الحدث ، وتجعلنا نرجح ان الامر لايتجاوز فقط الجفاء والهجر الذي يعقبه وصال وألفه على اساس المصلحه ، ويبين ذلك عندما نعلم ان الاقتصاد الاسرائيلي تنفسه الاهم والاعلى تجاه التجارة الدولية هي تركيا ، خصوصا في تلك العزلة التجارية التي تعيشها اسرائيل ، فقد وصلت القيمة المتبادلة بين البلدين في عام 2008م رقما قياسيا حيث بلغ قدره 3.3 مليار دولار ، وصلت فيه الصادرات التركية 1.9 مليار دولار , الامر الذي جعل تركيا الشريك التجاري الثامن لاسرائيل ، وعلى حد قول احد مصادري – وهو حلاقي التركي – ان هناك مايفوق 400 شركة اسرائيلية في تركيا ، بالاضافة الى ماتقدم دور القطاع السياحي بين البلدين والذي به استقطبت تركيا نصف مليون اسرائيلي في عام 2008 م اي مايعادل 7 الى 8 % من مجموع سكان اسرائيل ، اضف الى ذلك دور القطاع العسكري الذي بلغت فيه الصادرات العسكرية الاسرائيلية 6.3 مليار دولار عام 2008م استوعبت تركيا منها حوالي نصف الصادرات من السلاح !

الثلاثاء، 18 مايو 2010

* الحرية - حطب الثورة *








الحرية - حطب الثورة
---------------------------


قد بينت في مقال لي سابق ان مآل هذا الشعب ماهو الا للثورة ، وقد أوضحت انها ليست بالضرورة ان تكون على شاكلة الثورات العالميه ، بل تلك مع الاتفاق او الاختلاف لوجودها كحل سريع لتغيير السلطه تحتاج الى درجه عاليه من الوعي والادراك والشعور بالقمع الذي يمارس وهذا ماهو بعيد الى هذه اللحظه من عقول الشعب ، ومع ذلك ستكون الثورة على شاكلة تغيير نوعي في ممارسات معينه تستلزم وتجر أخوات لها من التغييرات لبعض الممارسات ، وهذا ما أراه اقرب لحال هذا الشعب ، وبينت كذلك في مقال اخر ان الغضب المتولد مع الايام في نفوس هذا الشعب سيولد يوما ما الانفجار ، وان مانراه بين فترة واخرى من صور غضب الشعب تنبؤنا ببعض ملامح الانفجار القادم .

اليوم مع تناثر حبر هذا القلم اكمل هذه السلسله التي ادونها بين فترة واخرى راصدا فيها نبوئتي بالثورة القادمه ، وعن بعض الملامح لمخاض تلك الثورة .. يقول عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد : " بفقدان الحرية تفقد الامال وتبطل الاعمال وتفوت النفوس وتتعطل الشرائع " ... على مر الازمان يكون القاسم المشترك لاستبداد السلطه هو القمع للافواه ، خصوصا لتلك المطالبه والمقاتله من اجل سماع رايها وكلمتها للشعب ، فالانسان بطبعه حر في اعتقاده واقواله وافعاله ولايلزمه من ذلك سوى قيود الاخرين والقيود التي يضعها هو بنفسه مما يعتقد به ، اما قيود السلطان التي تغل بها العقول قبل الافواه فهذا ما لايطيقه الانسان العاقل قبل الحر المفكر !


بعين المتأمل اقول ان الممارسات لاستخدام سوط الجلد وسكين الزجر و مال تكميه الألسن ، لهي مقدمات مترابطه تشكل فيما بينها فتيل الانفجار القادم لا محاله مالم يسكب الماء على العين القابله للاشتعال ! .. ومن اخطاء التاريخ التي يعلمها كل عاقل مفكر متدبر ، انه لم يكن باي وقت مضى ، اسلوب المنع هو اسلوب ناجح ترك اثرا ايجابيا ، يشير بتغيير المشكله وحلها بالصورة السلميه ، بل على العكس تماما تشير جميع نتائج هذا الاسلوب البشع الى مايشبه المخدر الذي يوضع للمريض ، فسرعان مايصحوا من اغمائه واذ به يجد ان الجرح قد كثر والالم قد زاد ، وهذا مايبعث اشارة نفسيه عصبيه ان الطبيب قد اخطأ بموضع المخدر ، بل قد يكون اخطأ بالمخدر نفسه ، وهو الامر الذي يجعل حالة الثوران تبلغ اشدها في النفس فلا معقب ولا منأى من معاقبه الطبيب ، وها انا اجد هذا الشعب قد بدأ يصحو بعد تخديره وينظر نظرة الغضب ضد طبيبه الفاشل !


نفس الحريه هو أولى وأوجب من نفس الهواء ، فالعبد يتنفس ، ولكنه لا يعيش ، و الحيوان يتنفس ولكنه لا يدرك ، والنبات يتنفس ولكنه ولايعقل ، و لكن نفس الحريه لا سيما حريه القول هي صميم الحياة ، وركنها المتين الذي وضعه الله تعالي في خلقه ، فما مجيء الاسلام الا ليعطي الانسان قيمته بالحياه ويهب له مائده الحريه يستطعم بها كيف يشاء ، وما يد تمتد لتحتكر تلك المائدة سوى يد الظلم والجور وما مآلها الا القطع على مرأى من مثيلاتها !



مانشهده الان من تعسف في استخدام لغة الانسان ضد الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم الا صورة تكمل مثيلاتها ممن سبقها في لوحه الغضب والثورة من اجل الحريه ، ولقد سبقتها ممارسات لاتقل شأنا عنها ، ومالك سوى تقلب صفحات التاريخ وستجد تعليق الدستور ماثلا امامك بجانبها التلويح به والامتنان بوضعه ، وضرب الطائفية لكي يلهى الشعب بتوافهها ، وتقييد الانسان بقوانين العبيد ، ناهيك عن أولئك المهرجين المتكلمين بلسان تفرع من لسان السلطه !


ويكاد التاريخ يعيد نفسه ، اذ يعلمنا التاريخ ان إلغاء كلمة الحرية تستلزم معها وجود الاستبداد ، وهذا يكثر فيه الجهله والذل والطاعه العمياء ، فتسود على اثره الفوضى وأحكام الأهواء ، فليقى العبئ على الطبقة المثقفه وكل من لدية ذرة من الحرية ، فتنتقل الاعداد من الآحاد الى العشرات ، شاعرة بالذل الواقع عليها فتطمع بالتغيير وصولا للأكفأ والأجدر ، وهنا لابد من بيان امر في غايه الاهميه ، وهو ان مقاومة الاستبداد لاتكون بالشده وانما بالحكمة والتدريج وصولا الى الشده اذ يتطلب ذلك سياده العقلاء ، حتى لايرجع الامر الى ماقبل البداية .. أي الى الفوضى !!!



خلاصة ماتقدم ، ان التحرك التائه للدولة يشكل سخطا للشعب ، وهذا مايشبه من يجمع الحطب على اختلاف موالده ، وان ممارسات قمع الحريات من قبل السلطه يولد غضبا للشعب ، وهذا مايشبه من يلم الحطب في موضع ومكان واحد ... اما تهيئه بيئة الاشتعال وكيفيتها وسببها .. هذا ما سنتلمسه من الايام القادمه .. والتي سأرصدها بعين المتأمل الثوري !



يقول عبدالرحمن الكواكبي في الكتاب نفسه : " الامة التي لاتشعر كلها او اكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية " .. وبذلك سنكون هناك من اجل الحرية !

الأربعاء، 5 مايو 2010

* نبي لم يوحى إليه *






* نبـــي لــم يوحــى اليـــه *

-------------------

من الممكن اختصار تاريخ البشرية جمعاء بوصف انواع البشر في سلسلة التاريخ المتطور , فالبشر 3 انواع ، منهم من يقدم الى هذا العالم وبيده ممحاة فيمحو بها ماشاء وكيف شاء , والبعض الثاني يأتي الى العالم وبيده قلم فيكتب ماشاء وكيف شاء ، والقسم الاخير ماهو سوى تلك الاسطر الذي يمحوها الاول او يكتبها الثاني ، فما هو الا مادة

لتلك الصفحات في ايام التاريخ ، الا ان رجل اليوم الذي اعتقد البعض ان ماهو الا نبي من دون رساله ، فهو نبي لم يوحى اليه ، فهو رجل اتى بنوع رابع اقتصر عليه دون سواه واقفل الباب خلفه ، فلم يسعه الا هو ، فأتي وبيده قلم وممحاه ، فكتب تاريخا مستقلا بحد ذاته ، ومحى تاريخا مستقلا بحد ذاته ، ووضع بيده كتاب من صفحات الورق الهزيل ، و مالم يعلمه الكثير ان ذاك الكتاب كان بارودا ينتظر فتيله الانفجار وقنبلة صالحة للاشتعال باي وقت ، وفي حينها انفجارها انتجت آلاف القتلى وملايين الجرحى ، وولدت حينها ذرات كونية هوائية استنشقها جمع كثير ، ومن هنا قيل عنه انه رجل قسم العالم الى قسمين متصارعين للابد ، فحضارة قبل هذا الرجل وحضارة بعده ، فعد علامة تاريخية فارقه لايمكن البته تجاوزها او غض الطرف عنها في تطور التاريخ البشري .

ببزوغ تلك الشمس القادمة من المشرق في مثل هذا اليوم من عام 1818م ، ولد ذاك القلم وتلك الممحاه ، في مدينة ترير الالمانية وبين احضان اسرة يهودية المنشأ تدعى موردخاي ، ابصر ذاك الرجل الذي يدعى كارل ماركس ، بين اجواء مضطهده من قبل الدول المسيحية ضد دينه اليهودي ، فمنعت المانبا عام 1816 م من شغل اليهود للوظائف العامه ، فاعتنق والده هنري ماركس المذهب البروتستاني المسيحي خشية الفقر والقتل .

درس القانون وعشق الفلسفه وحب العلوم الانسانية , وحصل على الدكتوراه في عام 1843م ، عن موضوع ( فلسفة الطبيعة عند كل من ابيقورس ويموقريطس ) ، وهو بنفس العام الذي هاجر فيه الى باريس بسبب محاربته من قبل الحكومات والدول وعلى راسها الالمانية ، وتعرف على رفيق دربه فردريك انجلز ، وتزوج جني فون ويستفالين .

في العشرينيات من عمره تحديدا ، في عامه 26 ، المصادف عام 1844م ، كانت بداية اعتناقه للفكر الإلحادي المادي ، ويرجع البعض هذا الفكر المناقض لفكرة الدين الى سبب التذبذب الذي ابصره في اهله بين المعتقدات الدينية , اضافة الى الاضطهاد المسيحي الواقع على اليهود ، مما ادى الى مراجعته مليا لفكرة الدين الى ان وصل الى تشرب الالحاد المادي او كما يعرف بالمادية الجدلية ، ومن هذا يقول : " ان نقد الدين هو الشرط الأول لكل نقد " .

على يديه وضع الفكر الاشتراكي وعلى يديه تم وضع الاساس الخرساني الغير قابل للمس ناهيك عن الخرق ، للشيوعية ، والتي جعلها قصة لن تموت ، فالفكر الشيوعي هو ليس من اختراع كارل ماركس وليس بفكرة مستحدثه ، ولكنها كحال غيرها من الافكار والمعتقدات مرت بمراحل بشريه تاريخية متطورة ، يرجعها البعض الى افلاطون وتصوره للدولة ، والى ليكرجوس واضع دستور اسبرطه الذي امتد طيلة 800 سنة ، ومرورا بتوماس مور الذي ذكر في كتابه يوتوبيا : " على كر فرد ان يعمل حسب ميوله ولكن لابد ان يعمل الجميع وان توزع ثمار العمل على الجميع " ، وبعد تلك التراكمات يتبين لنا ان الفكر الشيوعي هو فكر قديم نشأ مع تطور حياة الانسان وتصوره للعيش في طبقات المجتمع ، الا ان مافعله كارل ماركس هو انه قد اخذ قلمه وخط خطا عريضا مستقيما فصل به العالم الى قسمين متصارعين الى الابد ، وجعل من الشيوعية قصة لن تموت ، وأفنى حياته في التنظير لهذا الفكر ، ولذلك له اليد العليا في تثبيتها .

تهدف الشيوعية لاقامة مجتمع تسوده المساواة بين المواطنين عن طريق تدخل الدولة ممثلة عن الطبقة العامة بتملك المصانع ووسائل الانتاج بدلا من الافراد واحتكارهم لها ، فالشيوعية مرحلة تاريخية تتلو الاشتراكية ، ولبيان ذلك نقول ان الاشتراكية تحتم ان يكون لكل عمله والنتائج لكل حسب جهده ، وهي طريق للوصول الى الشيوعية الحقه في نهاية المطاف والتي تعني ان تكون النتائج كل بحسب حاجته ، ويفسر البعض ان الشيوعية مذهب سياسي وفكر ثوري يقوم على الالحاد وان المادة اساس كل شئ ، وما التاريخ سوى صراع بين طبقات المجتمع تكون مادته العامل الاقتصادي ، وتحقيقا لهذا يقول كارل ماركس : " الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية تأتي بعد الاشتراكية ومتطور تاريخي لها " .

وسبب ظهور ذلك الفكر وتبني طبقات المجتمع له ، هو ماكانت تعانيه اوربا بشكل خاص من استعباد واستبداد من قبل الطبقة البرجوازية ( اصحاب راس المال ) على طبقة البروليتاريا ( العمال ) ، واضطهاد لا مثيل له سلاحه الاقتصاد والمال خصوصا بعد الثورة الصناعية التي شهدتها اوربا آنذاك ، وهو الامر الذي جعل كثير من نفوس تلك الطبقات المضطهده تتنفس اقوال كارل ماركس بحتمية تحقيق العدالة الاجتماعية بنظام الاشتراكية وصولا للشيوعية ، وهي التي برزت بصورتها الاولى بعد ذاك بوجه لينين الرئيس الاول للاتحاد السوفيتي وهو اول من طبق ذلك الفكر بصورته الواقعية تحت شعار ( الارض .. الخبز .. السلام ) ، عن طريق الثورة البلشفية ، والتي امتدت بعد ذلك عندما تناولت يد ستالين تلك السلسلة الشيوعية وثبت اركانها كونه الرئيس الثاني للاتحاد السوفيتي ، بجانب تلك الصورة تكمن صورة اخرى لا تقل عن شبيهتها وصائغ تلك الصورة هو ماوتسي تونغ الذي حكم دولة الصين 27 عاما ، والذي جعل الاتحاد السوفيتي إلهامه الاول .

الدين افيون الشعوب ، من يدعي من الكائنات الحية الناطقة العاقلة انه لايعرف تلك المقولة !؟ ، ومن يدعي ذلك فلا يمكن البته ان يطلق عليه حيوان ناطق عاقل ، تلك مقولة اطلقها فم كارل ماركس في بيان الحزب الشيوعي الذي لخص فيه حيثيات الفكر الشيوعي العام 1848م ، أي قبيل الثورة الألمانية ، أطلق تلك المقوله فامتدت نطاقها الى الأزل بحركة غير متوقفه مادامت تلك المستديرة الزرقاء تأخذ حقها في الدوران ، اطلق تلك الجمله بجانبها طلقات عده ، فقال ان التاريخ ماهو الا صراع بين طبقات ، ويمكن تليخص ذلك بعلاقة المستغل والمستغل !

شهدت حياته تيه لا مثيل له وضياع في المأوى لا سابق له ، فقد حورب من مجتمعات عدة وحكومات متفرقة و دول كثيرة ، الى ان وصل به المطاف والاستقرار في لندن ، الذي مكث فيها طيلة 34 سنة ، هي الاخيرة من عمره ، وحمل معه شعار : " ياعمال العالم اتحداو " .

لم يتوقف فم كارل ماركس عن اطلاق رصاصات اهتزت بها العالم ، فاطلق رصاصة الرحمة الكبرى على الفكر الرأسمالي بمحتوى يشمل 700 صفحه ركن عليها طيلة 30 سنة وهو كتابه " راس المال " ، في اول مجلد له عام 1867م ، ويقول فيه : " الاقتصاد الحر سيؤدي الى تراكم الثورة مع انفاقها بغير تعقل ، وسينشر البؤس بالعالم " .

بعد تلك الطلقة بدأت قصة وفاته ، التي بدأت بمرضه طيلة 8 سنوات الاخيره من عمره ، عانى فيها الكثير من الألم والتعب والشتات ، وهو الذي ظل أغلب حياته لا ينام سوى 4 ساعات من يومه ، وفي 14 مارس من عام 1883م ، كان كارل ماركس جالسا على كرسيه امام مكتبه فشهق شهقة واحده سلم فيها الروح بعدها ، ودفن بمقبرة هايجات في لندن .


-----------------------------------------------




من أجمل ماقيل : -


- يقول لينين عن بيان الحزب الشيوعي : " مازال حتى يومنا هذا مصدر الوحي والقوة الدافعه للبروليتاريا المكافحة والمنظمه في جميع انحاء العالم المتمدين " .


- يقول جان بول سارتر : " ان الفلسفة الماركسية هي الفلسفة الوحيده في عصرنا الراهن التي لا نستطيع تجاوزها " .


- يقول ماوتسي تونغ : " ان المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا "


- يقول كارل ماركس في رساله وجهها لابنته وهو في الجزائر عام 1882م ، يقول فيها : " .... اما السبب في ذلك فهو العنصر المغربي ، لأن المسلمين لا يعترفون بشئ اسمه الخضوع ، فهم ليسوا رعية ولا محكومين ولا سلطة هناك الا فيما يختص بالسياسه وهو امر فشل الاوربيون في فهمه تماما ".


وكذلك يقول في رساله لابنته اخرى : " فبعض هؤلاء المغاربة ارتدى ازياء فاخره بل وتنم على الثراء بينما الاخرون لبسوا مايطلق عليه القمصان ، الا ان في نظر المسلم الحقيقي لاتعتبر مثل هذه المصادفات او حسن الحظ او سوءه ، امرا يفرق بين امة محمد عن بعضهم البعض ، هناك مساواة كاملة في تعاملاتهم الاجتماعية " .

الأحد، 4 أبريل 2010

* نقض سياده الامه *







نقض سيادة الامة
---------------

اثناء نشوء مولود الثورة الفرنسية في عام 1789 م ، والتي مازالت الدول الاوربية تتلمس اثار هذه الثورة التي قلبت اوربا راسا على عقب ومازالت مساحيق هذه الثورة بائنه على وجه اوربا الحديثة الى وقتنا الحاضر ، اثناء تلك الثورة برز على السطح مايسمى اعلان حقوق الانسان ، ولمجرد فقط تلفظ اسم هذا الاعلان يجعلك تتأكد ان اوربا آنذاك كانت في معزل بعيد عن ما يسمى بحقوق الانسان ، وهو الامر الذي جعلهم فور الخروج من ظل الكنيسة والملك ان يجعلوا لهم متنفس لحياتهم بحقوق الانسان !

بعد الاتفاق على هذه الحاله للانسان قبل وبعد الثورة , نعود الى ذلك الاعلان ، والذي خرج لنا بمادته الثالثه بمبدأ كان غائب عن اوربا الى ذلك العصر ، وتقول تلك الماده : " مبدأ السياده كلها يكمن اساسا في الامه ولا تستطيع اي هيئة او فرد ان يمارس سلطة لا تكون الامه مصدرها الصريح " , وهو مبدأ " سيادة الامه " , ومن اهم اسباب بروز هذا المبدأ هو ماكان يناقض هذا المبدأ على ارض الواقع وهو مبدأ " السياده للملك " .

مما لا يغيب على ذهن القارئ البسيط ان مبدأ سياده الامه يعني ان الامه بأجمعها وهي الشعب ، تكون هي صاحبة السلطة والامر والسياده اولا وآخرا ، فلا معقب لقرارها ولرأيها وامرها , طالما خرج من فم الامه ، وهو مايجعله يكتب القرار بحجية الامر المقضي فيه وبحصانه ذلك الفم !

ومن دون الإمعان والغوص في معاني ومفاهيم هذا المبدأ نقف عند حد نهاية مفهوم الكلمة التي لاتغيب عن الانسان العادي ناهيك عن المتابع لامور تلك المفاهيم والسياسات , ان فكرة اقتصار السلطة والأمر عند الشعب دون رقابة نصية كفيلة بالردع وزجر ذاك السوط المسلط بيد الامه , لهي فكرة قريبه الى الفوضوية منها الى الانتظام .

ولفقية القانون الدستوري الدكتور عبدالحميد متولي قول مشابه لتلك الفكره ، فهو يقول : " من خصائص السياده كما يذكر رجال الفقه الفرنسي الذين اصطنعوا تلك النظرية ، انها سلطة عليا لاتعرف فيما تنظم من علاقات داخل الدولة ، سلطة عليا اخرى معادلة او منافسه لها او اعلى منها ، اي انها سلطة مطلقه لاحدود ولاقيود "

والغريب في ذلك ان بقية الدساتير للدول الاخرى خصوصا تلك التي تختلف منهجيتها بالحكم في الحياة , مازالت تتبع آثار أقدام الدساتير الفرنسية كنصوص اساسية محصنة لايجوز المساس بها بأي حال من الأحوال سواء من تغيير او تعديل ، وكانها نصوص ومبادئ قد ولدت لتبقى خالده دون اثبات عكسها او باقل تقدير تقيد جزء من اطلاقيتها ، والحد من لجامها الفوضوي .

ومما لا خلاف عليه هو ان ليس هناك منهج لفكرة الكمالية طالما هي نتجت من يد البشرية , فمن ضرورات الحياة ولوازمها هو تغير منهجية العقول والافكار وهو الامر الذي ينتج عنه توالد سياسات متغيرة ، تناسب كل منها بيئة معينة , وكذلك مما لا خلاف عليه ان ما صلح لاحد لايستلزم البته ان يكون تربة صالحة لغيره ، طالما هي من نتاج الفكر البشري المحض ، الا ان المتفق عليه لاصحاب العقول – اكرر العقول – ايا كان الراس الذي وضع به ، ان منهج الكمالية يستلزم منهج الذات الالهية ، لانها صاحبة الكمال المطلق ، ولها الخلق والأمر ، الذي لا معقب له ، وما مناهج تلك العقول والافكار الا للوصول الى ذلك المنهج التشريعي وتطبيقه على ارض الواقع .

ومن هنا حق ان يقال ان اطلاق فكرة سيادة الامه بفوضويتها الحالية المعمول بها في كثير من الدول وخصوصا الاسلامية لهي فكرة عرجاء وفوضوية عمياء لاتستقيم باي حال من الاحوال مع منهجية الحياة تحت كنف الذات الالهيه .

ويعطي الدكتور عبدالحميد متولي مثالا يؤيد تلك الفوضوية من هذا المبدأ فيقول : " فالجمعية النيابية التأسيسية الفرنسية التي انتخبت في ظل مبدأ سيادة الامه والتي رأسها روبسبير ، اتخذت من الاجراءات الاستبدادية ما لا يوجد له مثيل في تاريخ الملوك والقياصرة المستبدين ، وقد ارتكب هذا الاستبداد باسم الامه ، وتحت الرعاية السامية لمبدأ سيادة الامه " .

ان مجرد التفكير ان سلطة الامه وسيادتها في الامر والنهي دون رقيب او معقب ، لهو الادعاء بالحق المطلق والسداد التام ، وهذا مما لايعقل ولا يتصور عند اصحاب العقول !

ويقول الفقيه الفرنسي الكبير بارتلمي : " ان هذا المبدأ - سياده الامه – ينزع بأصحابه الى اعتبار اراده الامه اراده مشروعه ، وان القانون يعد مطابقا لقواعد الحق والعدل ، لا لسبب الا انه صادر عن اراده الامه او ممثليها ، ولذلك فان المبدأ ينسب الى الشعب صفة العصمة من الخطأ ، ولذلك فهو يؤدي بالشعب او بمن يمثله الى الاستئثار بالسلطة المطلقه او الى الاستبداد " ، وهذا ماجعل احد فقهاء فرنسا في تلك الفترة ان يقول : " حينما يتكلم القانون يجب ان يصمت الضمير " .

وان كان حق لي ان اعدل في مقولة قالها يوما الفيلسوف جان بول سارتر عندما قال : " اذا كان الذي يحكم غير خاضع للمحكمه ، فانه لا وجود لحرية حقه " , فمن هذا اقول ، انه اذا كان مبدأ سيادة الامه مطلق الامر والسلطة بلا معقب ، اي غير خاضع لاي محكمة كانت ، فانه لا وجود لحرية حقه ، ولا نظام سليم يتبع ، وما هي سوى الفوضوية !!


---------------------------------------------------------

الأربعاء، 3 مارس 2010

* في ظلال المدينة *







فــي ظــــلال المـــدينـــــة

--------------------------


يجد الناظر في خلود تاريخ البشرية ، ان من قبيل الخلود اقتران البشر ببعضهم البعض لاسيما بالعظماء ، فإذا ما اقترن أمر معين بعظيم ولد هذا من رحم التاريخ ليخلد فيه ، حتى لو كان ذاك من جملة هوامش الحياة ومن حقارتها ، بل حتى لو كان من فئة الحيوانات ، فكم تكلم التاريخ عن كلب و هدهد وعن حمار ونملة !!

إلا أن الامر يختلف هنا ، فعند الحديث عن اقتران عظيم بعظيم فالمسألة تنتهي بخلود الأزل وذل التاريخ واستصغار السير ، وغالب الأمر أن التاريخ يتحدث بلسان الحب وهو يصوغ اسمى مراتب الحب ويعقد اجمل عقود الدر بين هؤلاء ، وهذا الامر يتماثل في البشرية والخلق ، بطبيعة فطرتهم وتكوينهم واعتقادهم ، اما اذا تحدثنا عن من هم اسمى من البشرية ، فبلاغة الحديث تختلف وحسناوات الكلمات تبتهج واسطر التاريخ تلغى .

وهنا فقط ، عند هذا الأهبه نستطيع الحديث عن الأنبياء والرسل – عليهم افضل الصلوات والتسليم – عن من خصوا بالوحي الإلهي والكلام الرباني والقبس النوراني .

وهنا فقط ، تتفجر عيون الدماء وتتسارع ، تعلن حالة الطوارئ القصوى في كل الجسد ، وتتوحد المجاري متجهة قاصدة العقل والتفكير ، فيثور بركان الكلمات وتغلي ينابيع الصياغات ، تعلن أعظم مسابقة لجمال البلاغات ، فتتسابق لترتدي اجمل الثياب وتتعطر بازكى الروائح وتتزين بأبهى المناظر ، فينتقى من اجملهن اجملهن ، ومن أحسنهن أحسنهن ، ثم تجري جري الأنهار نحو قلامة اليد ، فتسكب على ورق التاريخ بقلم الجمال الخالد .

سبحان من قرن حب نبيه بحبه ، وطاعة نبيه بطاعته ، وعظمة نبيه بعظمته ، فكان لزاما على جميع متبعيه حبه وطاعته وعظمته ، وكان لزاما على جميع متبعيه وصاله و قربه.

ان الكتابة عن النبي الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – لذو شجون ولذو عظمة ولذو خشوع وشغف ، كيف لا ، وقد نطقت الجمادات بحبه و ولهه ، فشتاقت إليه وهي الجماد الذي لايعقل ، إلا انها عظمت في التاريخ بصلتها بالرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم - ، فحن إليه جذع النخله اذ فارقه ، مشتاق لطيب الانس والوصل والقرب ، فنتابه الحزن الشديد والشوف العميق ، وهو الجماد الذي لايعي ، لان الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – قد هجره ونواه ، حتى اذا عاد الوصل والأنس و القرب صمت أنين الجذع وفرح وهو بين احضان حبيبه ... ألم تمشي إليه الأشجار تعلن له القرب والوصل .. اذا !! .. فما بال اصحاب العقول والقلوب حبهم له قد قل ، و وصلهم له قد انحل ، وتقديرهم لغيره قد جل !!

ان احوج ماتحتاج اليه هذه الامة في هذا الزمان هو حسن وطيب الوصل برسولها الأعظم – صلى الله عليه وسلم – فبه قد عزت ومنه خرج لنا النور الرباني الذي مازال يشع رغم اسوار الحاقدين في الارض .. ان احوج ماتحتاج اليه تلك الامة المريضة ان تنظر الى شريعتها بعين التابع وبأذن المعتبر ، ثم تترجم ذلك بيد الواقع .

ان الواقف المتأمل على اسوار هذا الدين ليجد من البداهه ان هذا الدين يأبى ان يقتصر بحدود الصدور وبذوات الأرواح والوجدان وينعزل عن الواقع ، ممنوع من ان يمد يده نحو الحياة ومنهجها وسننها ، انه يأبى ان يكون مثل ذلك ، ومن هنا نعلم ان هذا الدين انما منهج متكامل لا ينظر اليه من جانب واحد وزاوية واحده ، وانما لا يكتمل الا بعد ان توضع شرائعه في صورة متناسقه متجانسة ومن ثم تظهر الصورة الجميلة لهذا الدين العظيم .


ان هذا الدين لا يمكن تصورة ولا تشكيله على هيئة افراد متفرقين ، او بصورة مقسمة وبألوان محدده ، فهو على العكس من ذلك تماما ، فهذا الدين يربي الافراد بالمجتمع ، ويلون الصور بأبوان متعدده جميلة متناسقه تنسجم مع سنن الحياة ومتغيراتها ، تحت ظل المنهج الرباني .

ومع قدر رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – في قلوبنا وأرواحنا الا ان هذا الدين قد علمنا ان الاستسلام لا يكون الا للخالق عزوجل وحده دون احد من خلقه ، فالذات الإلهيه تأبى ان يشاركها مخلوق وتمنع من اقترانها بمولود ، وتجعل علاقة المخلوق بالخالق عزوجل علاقة تمتد لها ايادي المحبة وتعتصم بحبال الطاعة .


ان اليد البشرية لتأبى ان تخط كلمات الحب برسولها الأعظم – صلى الله عليه وسلم – بما هو أهل لذلك وما هو على قدر الوفاء ، انها لتجد من الاستحالة مهما بلغت كلماتها من التطابق الجميل والتجانس الرائع ان تصيغ حروفا تفي بعظمته ، واذ هي بذلك تجد نفسها في النهاية ان ماقدمته ما هو الا رسالة اعتذار عن عدم الكمال والوفاء ، وماهو سوى الطمع بالشوق لنيل الغاية والمنال وهي الرضى وقبول الاعتذار .

وعند هذه السجادة الخضراء التي جلست تحتها فقط ، تسكب العبرات ، وهنيئا لها ذلك ، وعندها فقط تحكى الحكايات ، وما اروعها هنالك ، وفيها فقط تروى الحكم ، وهي الأجدر بذلك .

دعوني .. فالقلب قد دعاه هواه ، وتشوف لرؤية مناه ، وتفطر من ألم صداه ، واشتاق لنيل رضاه .



( اكتب هذا المقال وانا اتقلب فرحا بين السماء والارض .. فتارة على السجاد الاخضر بين المنبر والمنزل ، واخرى على السجاد الاحمر بين العبد والعبد .. في طيبة المدينة المنورة على صاحبها افضل الصوات والتسليم )

الاثنين، 22 فبراير 2010

* 40 سنة .. لسه فاكر *










40 سنة .. لسه فـــاكـــر !
-----------------------------


يخطئ الكثير من الناس عندما يذهب بهم الظن أن كلمة الشوق ماهي الا شعور ينتاب الشخص بعد إدراك ونظر ، أعقبه هجر ونوى ، فهو يتَقدُ شوقا و طمعا بوصل بعد هجر او ادارك بعد نوى ، الا انني لا اعرف هذا الشوق كثيرا في حياتي ، واغلب ما اشتقت اليه هو للإدراك والنظر للمرة الاولى ، فلم يعقبه لا هجر ولا ونوى ، وهذا ما أحسبه ذروة سنام الشوق ومايستحق ان يشتاق لاجله ، وعلى راس هذا كله هو الشوق للنظر للخالق سبحانه وتعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ، الا انني لست بصدد بيان هذا الشوق مع قدره العالي والرفيع في جبال مشاعري ، وما انا بصدده هو الشوق لتلك الاربعين سنه !!!

فمازالت نار الشوق للاربعين تتَقدُ في قطرات دمي يوما بعد يوم ، تحترق وتشتعل وكأنها تريد مفارقتي الا ان حائل الزمن يحول بينها وبين منالها ، ومازالت تدفع بي قُدُما متلهفه لبلوغ الاربعين !

لا اجد عذرا دون هذا الشوق ، فسن الاربعين كما هو معروف هو سن بعثة الانبياء والرسل – عليهم السلام - ،بجانب انه سن النضج والكمال والرشد وفوق هذا هو سن الحكمه !

مع تساقط حبيبات رمال هذا اليوم أكون قد بلغت نيفا وعشرين سنه ، وقد وجدت نفسي امام نقيضين متصارعين ، فمن الناس من يفرح ويطرب بقدوم يوم ميلاده ومنهم من على نقيض هذا !! .. فأفلاطون مثلا يقول بان على الفلاسفة والحكماء ان يفرحوا كلما تقدم بهم العمر لانهم يقتربون من الموت وبذلك يدنون من العدل الالهي في اليوم الاخر .. وعلى نقيض هذا الساحل يقف الفلاسفة المتشائمين !! .. ولهذا وجدت نفسي امام نقيضين ، ولم اجد مخرجا من هذا الا قول عملاق الادب العربي عباس محمود العقاد حينما قال : " انني لا اتمنى ان اصل الى سن المائة كما يتمناه غيري ، وانما اتمنى ان تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابه والقراءة ولو كان ذلك غدا " .

ها انا قادم ايها الاربعين وكلي شوق للارتماء بين احضانك و ألتف دفئا حول ايامك ، وارضع من حكم لحظاتك ..

كم هي جميلة تلك الاحلام التي راودتني وانا بالغ الاربعين ، اجلس على قمة جبل يجاورني جدول صغير متفرع من النهر ، تغني قطراته كل صباح في اذني وترقص على انغامه الطيور في عيوني ، اجلس اتأمل بتلك الحياة التي خلفتها من ورائي .. كيف كانت هي ؟


واذا انا بتأملي ذاك في وحي الاربعين واذ بحفيدي ذي 6 سنوات يحتضنني من الخلف ، فأجلسه في حجري ، فأرى فيه زمنا بعيدا ، ارى فيه تاريخي ومستقبلي ، واذ به يسألني عن حبي للحياة ؟ ، فتقفز كلمات العملاق العقاد تأتيه فتجاوبه على لساني فتقول : " لم يتغير حبي للحياة ولم تنقص رغبتي في طيباتها .. ولكنني اكتسبت صبرا على ما لابد من تركه ، وعلما بما يفيد من السعي في تحصيل المطالب وما لايفيد ، وزادت حماستي الآن لما أعتقد من الآراء ، ونقصت حدتي في المخاصمة عليها ، لقلة المبالاة بإقتناع من لا يذعن للرأي والدليل .. وارتفع عندي مقياس الجمال فما كان يعجبني قبل عشر سنين لا يعجبني الآن ، فلست اشتهي منه اكثر مما اطيق .. كنت احب الحياة كعشيقه تخدعني بزينتها الكاذبة وزينتها الصادقه ، فأصبحت أحبها كزوجه أعرف عيوبها وتعرف عيوبي ، لا اجهل ماتبديه من زينة وما تخفيه من قبح ودمامه .. انه حب مبني على تعرف وفهم " .

شغف جميييييييل ، سأعيشه طيلة بلوغي للاربعين ، فأنا مع هذه كالمجنون مع مجنونته ، فهو يراها من بعيد .. ومازال يزداد كأس الجنون كلما اقترب !!

فكل خطوة يتقدم نحوها يرى تضاريس طبيعتها ، فيرى جحوظ العيون تلقي له موعد للسمر ، ويرى شهد الثغر يرمي له حلاوة دربه ، ثم يرى صفاء الوجنتان فيهون عليه كل صعب وشاق ، ثم يرى انحدار الشعر فيرسم له طريقه ، ويرى حرارة الصدر تعلن له الامان والدفئ ، ثم يرى تناسب القوام فيشعل في عقله الخواطر والخواطر والخواطر !!!

ومازال على شوقه لتضاريس الاربعين يطمع بامل الادراك ، والظفر بالجمال ، والارتواء من الانهار !

واشوقاااااااااه ايها الاربعين .... واشوقااااااااه لسن الحكماء !




كتبت هذا المقال على انغام لسه فاكر .. ومن يعلم قد ابلغ ذاك السن وانا على انغام لسه فاكر !!


الاثنين، 8 فبراير 2010

* قصاصات من فيلسوف + نيوولوك *











قصاصات من فيلسوف

-----------------

لطالما وقفت مذهولا امام سير العظماء الذين لوو ذراع التاريخ ، سواء بالصعود ام بالنزول ، ودائما كنت اتأمل في سيرهم

متمعنا فيها وبخلاصتها ، وعند نهايتها اسأل نفسي : ماذا لو لم يخرج هذا العظيم ولم يترك هذا الأثر .. ماذا سيحدث لمنحنى التاريخ

بعده !!!

ماذا لو لم يخرج كارل ماركس بالاشتراكية والشيوعية التي قيل عنها انها قسمت العالم الى ضدين متصارعين الى الابد .. وهو الذي كتب كتابه " رأس المال " في 30 عاما فقط !!!

ماذا لو لم يشن ابي بكر الصديق – رضي الله عنه – حروب الرده التي اهتزت منها الجزيرة العربية !!

ماذا لو لم يكتب دارون كتابه اصل الانواع .. والتي قفزت بمفهوم المادية ونظرية النشوء والارتقاء !!

ماذا لو يقيم عبدالرحمن بن معاوية دولته في الاندلس .. ومن ثم سطوع شمس الاسلام في اوربا !!

ماذا ..وماذا .. وماذا !!

وفي الوقت نفسه اتساءل على النقيض من ذلك ..

ماذا لو خرج لنا اثنان من مثل انيشتاين في وقت واحد !!

ماذا لو كان خلفاء الدولة الاموية على منوال عمر بن عبدالعزيز !!

ماذا لو كان هناك اثنان من نابليون او هتلر في وقت واحد !!

ماذا لو خرج في كل دولة امام كالامام محمد عبده !!

انها فعلا تأملات تستحق بل تستوجب الوقوف بحذر عندها .. والتمعن بمخرجات كل منحنى في التاريخ .. والوقوف بصمت وسكون .. فقط للتأمل .. والادراك !!

لانها باختصار شديد ستضفي للعالم تاريخا اخر .. او انها ستفرغه من محتواه !!


----------------------------------------------------------------------

الى هذه اللحظة وانا انظر امامي لكتب التاريخ في مكتبتي المتواضعه .. شارد الذهن في صفحاتها .. وانا اجد الرغبة والرهبه تجري كجريان الدم في جسدي ..

فانا الى الان لم ادخل غمار التاريخ والتقلب طربا وبكاءا في صفحاته .. واشرب الحلو والمر من اسطره .. وهذا لما ينتابني الخوف الشديد في دخول باب سيرميني في منعطف شديد .. حادة هي منحدراته .. مجهولة هي اراضيه .. وعرة هي طرقه .. مظلمة هي دروبه !!

دائما اجد الرغبة والرهبة بمجرد النظر لتلك الكتب .. سواء للتاريخ الاسلامي او العالمي .. والاسلامي بشكل خاص .. ولطالما اجد نفسي بعد تلك النظرة هاربا اجر اذيال الهزيمة من ذلك العراك .. وهذا لسبب بسيط اجده في نفسي ولم ألق الاجابه الى الان .. وهو هل التاريخ في تلك الصفحات هو كما كتب .. ام كما حدث !!!!

والى حين العثور على تلك الاجابة .. سأظل اتأمل بتلك النظرات .. وسأظل اهرب هروب الخائف العاشق المتلهف للقاء .. وعسى ان يكون قريب !!

-------------------------------------------------------------------------


عند الكلام عن العظماء والعمالقه فلابد من الصمت الساكن والحذر الدقيق والخشوع المنقطع .. وبشده كذلك .. اذ يستوجب ذلك الوقوف على معاني الكلمات وترتيب الحروف وتنظيم الافكار .. وهذا ليس بالسهل .. فالامر خطير والمصاب جلل .. وهو في ذروته .. فإما بلوغ المنال والغايه واما سماع دقات القلب تتسارع للهروب من الهزيمة المخزيه .. وهو العار ..

ومن هذا اجد الطمع يدفعني .. والخوف يردني .. والحب يبتسم لي ويتلهفني .. والعظمة تشمؤزني وتستحقرني بتلك النظرات الغاضبه ..

للكتابة عن واحد من العظماء و أحد أعلام هذه الامه .. عن الاستاذ الكبير والكاتب العظيم والموسوعة الفذه الساطعه .. عن عملاق الادب العربي عباس محمود العقاد ..

يالجمال قلمك الساحر .. ويالروعة احرفك الفاتنه .. ويالشموخ عزتك اللامتناهيه .. ويالوسع معرفتك الممتده .. ويالقوة اسلوبك المبهر .. ويالدحاضة حجتك المدميه .. ويالعظمت فكرك العبقري ..

ما أجملك.. وانا اتخيلك .. لابسا قبعتك .. واضعا نظارتك .. جالسا بمكتبك .. ممسكا قلمك .. واضعا يدك على فمك .. تتأمل كتأمل الفلاسفه .. مفكرا كتفكير العمالقه .. وتتمعن كما يتمعن العظماء ..

يالجمالك .. كم تمنيت ان ارتمي امامك كالعصفور بين يدي صاحبه .. وكالميت بين يدي مغسله ..

في القريب العاجل .. باذن الله عزوجل .. سأكتب مقالا عن العملاق عباس محمود العقاد .. و بذا اتعهد ان لن اكتبه كأي مقال .. واي صف للكلمات .. واي وضع للحروف .. بل سأنتقي من الدرر اجودها لمعانا وصلابة ومن الحسناوات انسبهن قواما واتساقا وجمالا ..

ويكفي بأن سيكون غير تقليدي هو أنني سأكتبه وانا واقف .. فهكذا يكتب عن العظماء وإلا فلا !


----------------------------------------------------------------------


تتشكل الان صورتان أود أن اسلكهما كمسلكين لحياتي .. وهو ما أود ان اتعمق في القراءة فيهما ودراستهما بما هم أهل لذلك .. وذلك نظرا لما وجدت بقراءتي لهذين الموضوعين من الجمال والمتعه واللذه مالم اجده في غيرهما .. الامر الذي يجعلني كالبحار الذي احب البحر لكنه عشق عذوبه الانهار منذ صغره .. الا انه وفي يوم من الايام ضل في سفره فلم يسعفه مالديه من ماء .. فوجد البحر مآله .. فارتشف منه مضطرا .. الا انه وجد فيه متعة وجمالا بتلك السقيا لاتضاهيها عذوبة الانهار .. وها هو قد قرر ترك السفينه والعودة لعذوبة الانهار .. استجابة لجمال البحر وسقياه .. وقد قرر العيش بجانبه ..

الموضوعان اللذان بدآ يتشكلان ولا اعلم حقيقة هل سأكمل المشوار ام لا .. واغلب الظن اني لن اتركهما
هما ( الفلسفة -المرأة )

سأمضي بهما وبغيرهما وامامي قول الامام الغزالي – حجة الاسلام – حينما وصف نفسه قائلا :


" ولم أزل في عنفوان شبابي منذ راهقت البلوغ قبل بلوغ العشرين الى الان - وقد انافت السن على الخمسين – أقتحم لجة هذا البحر العميق ، واخوض غمرته خوض الجسور لا خوض الجبان الحذور ، وأتوغل في كل مظلمة ، واتهجم على كل مشكله ، واقتحم كل ورطة ، واتفحص عقيدة كل فرقه ، واستكشف اسرار مذهب كل طائفة ، لأميز بين محق ومبطل ، ومتسنن ومبتدع ، لا أغادر باطنيا الا وأحب ان اطلع على باطنيته ، ولا ظاهريا الا وأريد ان اعلم حاصل ظهارته ، ولا فلسفيا الا وأقصد الوقوف على كنه فلسفته ، ولا متكلما الا واجتهد في الاطلاع على غاية كلامه ومجادلته ،ولا صوفيا الا واحرص على العثور على سر صفوته ، ولا متعبدا الا وارصد مايرجع اليه حاصل عبادته ، ولا زنديقا متعطلا الا واتحسس وراءه للتنبه لاسباب جرأته في تعطيله وزندقته ، وقد كان التعطش الى إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني من اول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة من الله تعالى " .

الثلاثاء، 12 يناير 2010

قصاصات ( 2 )









قصاصات من غريب على هذا العالم
--------------------------



اذا افترضنا صحة المقوله التي قالها د.غازي القصيبي في كتابه " العصفورية " وهو الكتاب الأول الذي اقرأه لهذا الدكتور ، وقد يستغرب البعض كيف يكون الكتاب الأول !!! .. هذا د.غازي القصيبي المبدع دائما في كتبه .. وانت الآن تقول هذا الكتاب الاول الذي تقرأه له !! كيف !! .. في المقابل قد يقول البعض : عفوا.. ولكن من هو د.غازي القصيبي !!

لا أكترث لهؤلاء ولا الى هؤلاء ، فكل شخص أعلم بما يقرا ولمن يقرا وماذا يقرا ؟!!
فالصنف الاول اذا ما قال ذلك فسأقول له مسرعا : عفوا ولكن هل قرأت يوما لـ ول ديورانت !!
وانا متأكد من انه سيقول : عفوا من هذا !!
عندها سأقول له : لقد آن لابي حنيفه ان يمد رجله !!!

- عن ماذا كنا نتحدث ؟
- عن مقوله د.غازي القصيبي في العصفورية !!
- ذاتس رايت .. اقزاكتلي ..
اذا افترضنا تعريف د.غازي القصيبي للحب عندما قال : " الحب يعني استعدادك ان تعطي من تحب مفتاح شقتك "!!

اذا اتفقنا على صحة هذا .. فيا للاسف .. لم يعد لدي مفتاح لشقتي !!

بل الأدهى من ذلك لقد بيعت الشقة !! فظليت بلا مأوى .. ومن باب اولى بلا مفتاح للشقه !!


----------------------------------------------------


على مر التاريخ يأتي اناس ويقدموا لنا عصارة تجربتهم وفكرهم في الحياة .. وهي طالما ترتبط بحصر بعض الامور التي من دونها لما استهوينا الدنيا .. وعلى رأس هؤلاء الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما قال : " حبب الي من دنياكم ثلاث : الطيب والنساء وجعلت قرت عيني بالصلاة " .. وكذلك اتى عمر بن الخطاب فقال : لولا ثلاث في الدنيا لما أحببت البقاء فيها، لولا أن أحمل أو أجهز جيشا في سبيل الله، ولولا مكابدة الليل، ولولا مجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتفي أطايب الثمر " .. وغيرهم الكثير والكثير ..

لذلك احببت ان اتبع اثرهم بهذا الامر وان كنت مازلت في مرحلة استطعام الحياة ولم أصل الى لفظها ثم اسخراج خلاصتها وحلاوتها .. الا انني مع هذا احببت الفضول والمشاركة .. فقلت :

" لولا ثلاث لما احببت البقاء في هذه الزائلة : الله – الكتاب - المراة "



--------------------------------------------------------


قد أفهم ان هناك أناسا يتراكضون وراء الظن بالمستقبل والتنبوء به .. لهفة أو خوفا من الانتظار للغد ، ولكن من يتأمل الحياة جيدا سيرى أنها جميلة بتلك الأقدار التي حولنا ، ومن الجميل كذلك تأمل تساقط الأيام رغبة بكشف المستور من وراء باب المجهول في الغد .. وعلى العكس تماما من ذلك أرى من القبح بمكان طمع الانسان ورغبته الملحة بعلمه لغده ، ولم أفهم الى الآن طبيعة هذه الرغبة ولذتها ، لذلك لا أرى شيئا يستحق الجمال في ايام الحياة سوى معنى الصدفه .. وما أجملها من صدفه ..




------------------------------------------------------------


اختصارا للوقت وللجهد .. فالبنسبة لي مثلث الغناء هم : ( الست ام كلثوم - جارة القمر فيروز - فنان العرب محمد عبده ) ..


اما غيرهم .. فرجاءا ليخرج من مثلث الغناء حاااااااااااااالا ..



--------------------------------------------------------

















يتبع .. قصاصات ( 3 )

الأحد، 3 يناير 2010

قصاصات (1)





قصاصات من شخص يُدعى انسان
( 1 )

-------------------------

امسكت قلمي .. ونثرت حبره على الورقة .. طمعا بكتابة بعض القصاصات من الافكار المتزاحمة في رأسي .. وكنت اظن انها لن تتجاوز الورقة او الورقتين على الأكثر .. لكنني تفاجأت بأنها تجاوزت الخمس ورقات .. كبداية فقط !! .. لذلك فضلت ان انشرها على دفعات ..

ومن هنا نبدأ ..

---------------------------------------

بالرغم من المليارات المتناثرة حولي ممن يُدعون من فصيلة " البشر " او " الانسان " - لا أعلم مالفرق - يتطايرون فرحا وسعادة بقدوم عام جديد لهم ، يستقبلونه بأجمل الأجواء والهيئات والأوضاع والتي غالبا تكون أقرب الى اللاأخلاقية منها الى المحافظة بعض الشيء ، بالرغم من هؤلاء جميعا إلا أنني مازلت أجد نفسي تستصعب قبول عام 2000 ميلادية ، فما هو الحال وأنا أجد نفسي بين من يحتفل بعام2010 ميلادي .. بالتأكيد سيكون قبولي لهذا الخبر من الشدة بصعوبة مايجعل النجوم أقرب إليك من اقناعي بهذا النبأ ، أو ستكون سد الشمس " بمشخال " هو أفضل حالا من إعلامي بهذا العدد من الأعوام !!

قد يتوقف الآن البعض من إكمال المقال ممن يُدعي انه انسان في عام 2010 ، وسيقول : بالتأكيد هذا المدون ماهو إلا عدد إضافي من المجانين ، او قد يقول اخر اكثر من ذلك .. إلا انني متأكد علم اليقين بأن ما هؤلاء المليارات الا مجانين ومخادعين وكاذبين ، ولا يعلمون من الحقيقة سوى اسمها .. وقد يكون كتابتها .. ليس اكثر من هذا الحد !!

طيلة هذه السنوات لم أجد شخصا أتقبل منه فكرة الوصول الى هذا الرقم من السنوات المتزاحمة التي تتسارع ركضا ولهفة وكأنها تبحث عن شخص فقدته منذ الأزل .. ومازالت ترجو لقاءه !! .. لم أجد ذلك الشخص الذي أتقبل منه هذه الفكرة ، ومازلت أجد نفسي قد عاشرت أناسا ليسوا هم أناس زماني .. فما هذا العالم الذي أستحقه .. والذي أرجوه .. وهو الأمر الذي يجعلني أقلب كتب الموتى بحثا عن زمان يليق بي .. لعلي اجده .. ولا أعلم هل أجده ام لا !!!

سأعطيك فرصة أيها القارئ لكي تحاول اقناعي بفكرة عام 2010 ان أردت ذلك بالطبع .. ولكن بشرط أن تجيب على هذه الأسئلة .. ومن هنا نعلم :

- كيف تزعم بأن مرعلى هذه " الدنيا " 2010 سنة ومازالت هناك عقول تؤمن بالإلحاد .. وما هذا الكون الا محض صدفه !!
- كيف تزعم بأننا في عام 2010 ومازالت الامة الاسلامية لم تبدأ كتابة حرف الألف من اسمها بعد ان محيت كلمتها !!
- كيف تزعم بأننا في عام 2010 ومازالت هناك افكار خسيسة تمارس مثل الحقد - العري - القتل - الزنى - .... باسم الحرية ووجهة النظر !!!
- كيف تزعم بأننا في عام 2010 ومازالت هناك أناس تقول : اقنعني بان القران كلام الله ، أو دعنا نتناقش بان السنة النبوية مثبته وصحيحة الى الرسول – صلى الله عليه وسلم .
- كيف تزعم بأننا في عام 2010 ومازالت هناك أناس تمارس قوانين الغابة ، القوي يأكل الضعيف – الغني يدوس على الفقير – الكبير يظلم الصغير !!!
- كيف تزعم بأننا في عام 2010 ومازالت هناك أناس تعتبر أمر القراءة والاطلاع ماهو الا على هامش الحياة .. ونصيبها هو بقايا الدقائق من اليوم !!

لا ياحبيبي .. لا .. لايخدعونك ولا يكذبوا عليك .. وخذ الحقيقة مني فإني أعلم مالا يعلمونه .. نحن في عام 2010 ولكن قبل الميلاد .. ومازلنا يوم بعد يوم نتجه مسرعين نحو نقطة البداية !! .. مرورا بعصور الجاهلية الأولى ، ووصولا الى نهاية العالم .. وحينها ستعلم أنني على حق !!

واذا زعمت بأنك أجبت على هذه الأسئلة وانك تعيش في عام 2010 فاعذرني لن أقبل رأيك ، قد تقبل انت رأيي باسم مايدعى لديكم " تقبل وجهات النظر " لكن للأسف عندنا في عام 2010 قبل الميلاد لا نقبل بهذا ، الذي يخلط الحق مع الباطل ، فيجعلكم تؤمنون بالحق ولكن تستأخرون ممارسته باسم الاولويات او عدم مناسبة الوقت .. لا .. لا ياحبيبي .. نحن في 2010 قبل الميلاد لا نؤمن الا بالحق فإما العيش له او الموت دونه .. لذلك لن اقبل برأيك .. وما انت امامي سوى ميت .. وللاسف مازال عدد الموتى يزداد !!

ومازالوا يخدعونكم بانكم في عام 2010 ميلادي .. وليس قبل الميلاد .. ياللهراء !!



---------------------------------------------------------


الى الأن لم أؤمن بمقولة قالها يوما برناردشو الا انني يوما بعد يوم اجد نفسي اتقرب إليها شيئا فشيئا .. ولا أعلم مالسبب ، هل لأنها على حق ، أم لأنني أعشق هذا الأديب ، أم لأنني اجد نفسي ضعيف امام المقولات المسبوكة والمثيرة فاجد نفسي اتقبلها بسرعة ..!!


يقول برناردشو : " لن يسود السلام العالم حتى تستأصل الوطنية من الجنس البشري " .. وانا هنا أتساءل من وضع الوطنية الحديثة في هذا الاطار وهذا المفهوم !!

الاجابة سهله .. بل لا تحتاج الى سؤال .. ولكن ما اريده هو تأمل الاجابة مع المقولة !!!


ومن باب الشيء بالشيء يذكر .. فبرناردشو هذا هو نفسه الذي قال يوما :
" المرأة الذكية والجذابة ليست بحاجة لحق الاقتراع ولا مانع لديها بأن تترك الرجل يحكم طالما هي تحكمه "
واذا افترضنا صحة المقولة – وهو ما أراه عين الصواب – فإذا من تكون النساء اللاتي طالبن بحق الاقتراع !! ، واللاتي شاركن بالاقتراع !! ، ومن باب أول من سيكون اولئك النساء اللأربع داخل البرلمان !!
بالتأكيد سيكونون نقيض المرأة الذكية والجذابة !!





يتبع .. قصاصات 2