الأربعاء، 5 مايو 2010

* نبي لم يوحى إليه *






* نبـــي لــم يوحــى اليـــه *

-------------------

من الممكن اختصار تاريخ البشرية جمعاء بوصف انواع البشر في سلسلة التاريخ المتطور , فالبشر 3 انواع ، منهم من يقدم الى هذا العالم وبيده ممحاة فيمحو بها ماشاء وكيف شاء , والبعض الثاني يأتي الى العالم وبيده قلم فيكتب ماشاء وكيف شاء ، والقسم الاخير ماهو سوى تلك الاسطر الذي يمحوها الاول او يكتبها الثاني ، فما هو الا مادة

لتلك الصفحات في ايام التاريخ ، الا ان رجل اليوم الذي اعتقد البعض ان ماهو الا نبي من دون رساله ، فهو نبي لم يوحى اليه ، فهو رجل اتى بنوع رابع اقتصر عليه دون سواه واقفل الباب خلفه ، فلم يسعه الا هو ، فأتي وبيده قلم وممحاه ، فكتب تاريخا مستقلا بحد ذاته ، ومحى تاريخا مستقلا بحد ذاته ، ووضع بيده كتاب من صفحات الورق الهزيل ، و مالم يعلمه الكثير ان ذاك الكتاب كان بارودا ينتظر فتيله الانفجار وقنبلة صالحة للاشتعال باي وقت ، وفي حينها انفجارها انتجت آلاف القتلى وملايين الجرحى ، وولدت حينها ذرات كونية هوائية استنشقها جمع كثير ، ومن هنا قيل عنه انه رجل قسم العالم الى قسمين متصارعين للابد ، فحضارة قبل هذا الرجل وحضارة بعده ، فعد علامة تاريخية فارقه لايمكن البته تجاوزها او غض الطرف عنها في تطور التاريخ البشري .

ببزوغ تلك الشمس القادمة من المشرق في مثل هذا اليوم من عام 1818م ، ولد ذاك القلم وتلك الممحاه ، في مدينة ترير الالمانية وبين احضان اسرة يهودية المنشأ تدعى موردخاي ، ابصر ذاك الرجل الذي يدعى كارل ماركس ، بين اجواء مضطهده من قبل الدول المسيحية ضد دينه اليهودي ، فمنعت المانبا عام 1816 م من شغل اليهود للوظائف العامه ، فاعتنق والده هنري ماركس المذهب البروتستاني المسيحي خشية الفقر والقتل .

درس القانون وعشق الفلسفه وحب العلوم الانسانية , وحصل على الدكتوراه في عام 1843م ، عن موضوع ( فلسفة الطبيعة عند كل من ابيقورس ويموقريطس ) ، وهو بنفس العام الذي هاجر فيه الى باريس بسبب محاربته من قبل الحكومات والدول وعلى راسها الالمانية ، وتعرف على رفيق دربه فردريك انجلز ، وتزوج جني فون ويستفالين .

في العشرينيات من عمره تحديدا ، في عامه 26 ، المصادف عام 1844م ، كانت بداية اعتناقه للفكر الإلحادي المادي ، ويرجع البعض هذا الفكر المناقض لفكرة الدين الى سبب التذبذب الذي ابصره في اهله بين المعتقدات الدينية , اضافة الى الاضطهاد المسيحي الواقع على اليهود ، مما ادى الى مراجعته مليا لفكرة الدين الى ان وصل الى تشرب الالحاد المادي او كما يعرف بالمادية الجدلية ، ومن هذا يقول : " ان نقد الدين هو الشرط الأول لكل نقد " .

على يديه وضع الفكر الاشتراكي وعلى يديه تم وضع الاساس الخرساني الغير قابل للمس ناهيك عن الخرق ، للشيوعية ، والتي جعلها قصة لن تموت ، فالفكر الشيوعي هو ليس من اختراع كارل ماركس وليس بفكرة مستحدثه ، ولكنها كحال غيرها من الافكار والمعتقدات مرت بمراحل بشريه تاريخية متطورة ، يرجعها البعض الى افلاطون وتصوره للدولة ، والى ليكرجوس واضع دستور اسبرطه الذي امتد طيلة 800 سنة ، ومرورا بتوماس مور الذي ذكر في كتابه يوتوبيا : " على كر فرد ان يعمل حسب ميوله ولكن لابد ان يعمل الجميع وان توزع ثمار العمل على الجميع " ، وبعد تلك التراكمات يتبين لنا ان الفكر الشيوعي هو فكر قديم نشأ مع تطور حياة الانسان وتصوره للعيش في طبقات المجتمع ، الا ان مافعله كارل ماركس هو انه قد اخذ قلمه وخط خطا عريضا مستقيما فصل به العالم الى قسمين متصارعين الى الابد ، وجعل من الشيوعية قصة لن تموت ، وأفنى حياته في التنظير لهذا الفكر ، ولذلك له اليد العليا في تثبيتها .

تهدف الشيوعية لاقامة مجتمع تسوده المساواة بين المواطنين عن طريق تدخل الدولة ممثلة عن الطبقة العامة بتملك المصانع ووسائل الانتاج بدلا من الافراد واحتكارهم لها ، فالشيوعية مرحلة تاريخية تتلو الاشتراكية ، ولبيان ذلك نقول ان الاشتراكية تحتم ان يكون لكل عمله والنتائج لكل حسب جهده ، وهي طريق للوصول الى الشيوعية الحقه في نهاية المطاف والتي تعني ان تكون النتائج كل بحسب حاجته ، ويفسر البعض ان الشيوعية مذهب سياسي وفكر ثوري يقوم على الالحاد وان المادة اساس كل شئ ، وما التاريخ سوى صراع بين طبقات المجتمع تكون مادته العامل الاقتصادي ، وتحقيقا لهذا يقول كارل ماركس : " الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية تأتي بعد الاشتراكية ومتطور تاريخي لها " .

وسبب ظهور ذلك الفكر وتبني طبقات المجتمع له ، هو ماكانت تعانيه اوربا بشكل خاص من استعباد واستبداد من قبل الطبقة البرجوازية ( اصحاب راس المال ) على طبقة البروليتاريا ( العمال ) ، واضطهاد لا مثيل له سلاحه الاقتصاد والمال خصوصا بعد الثورة الصناعية التي شهدتها اوربا آنذاك ، وهو الامر الذي جعل كثير من نفوس تلك الطبقات المضطهده تتنفس اقوال كارل ماركس بحتمية تحقيق العدالة الاجتماعية بنظام الاشتراكية وصولا للشيوعية ، وهي التي برزت بصورتها الاولى بعد ذاك بوجه لينين الرئيس الاول للاتحاد السوفيتي وهو اول من طبق ذلك الفكر بصورته الواقعية تحت شعار ( الارض .. الخبز .. السلام ) ، عن طريق الثورة البلشفية ، والتي امتدت بعد ذلك عندما تناولت يد ستالين تلك السلسلة الشيوعية وثبت اركانها كونه الرئيس الثاني للاتحاد السوفيتي ، بجانب تلك الصورة تكمن صورة اخرى لا تقل عن شبيهتها وصائغ تلك الصورة هو ماوتسي تونغ الذي حكم دولة الصين 27 عاما ، والذي جعل الاتحاد السوفيتي إلهامه الاول .

الدين افيون الشعوب ، من يدعي من الكائنات الحية الناطقة العاقلة انه لايعرف تلك المقولة !؟ ، ومن يدعي ذلك فلا يمكن البته ان يطلق عليه حيوان ناطق عاقل ، تلك مقولة اطلقها فم كارل ماركس في بيان الحزب الشيوعي الذي لخص فيه حيثيات الفكر الشيوعي العام 1848م ، أي قبيل الثورة الألمانية ، أطلق تلك المقوله فامتدت نطاقها الى الأزل بحركة غير متوقفه مادامت تلك المستديرة الزرقاء تأخذ حقها في الدوران ، اطلق تلك الجمله بجانبها طلقات عده ، فقال ان التاريخ ماهو الا صراع بين طبقات ، ويمكن تليخص ذلك بعلاقة المستغل والمستغل !

شهدت حياته تيه لا مثيل له وضياع في المأوى لا سابق له ، فقد حورب من مجتمعات عدة وحكومات متفرقة و دول كثيرة ، الى ان وصل به المطاف والاستقرار في لندن ، الذي مكث فيها طيلة 34 سنة ، هي الاخيرة من عمره ، وحمل معه شعار : " ياعمال العالم اتحداو " .

لم يتوقف فم كارل ماركس عن اطلاق رصاصات اهتزت بها العالم ، فاطلق رصاصة الرحمة الكبرى على الفكر الرأسمالي بمحتوى يشمل 700 صفحه ركن عليها طيلة 30 سنة وهو كتابه " راس المال " ، في اول مجلد له عام 1867م ، ويقول فيه : " الاقتصاد الحر سيؤدي الى تراكم الثورة مع انفاقها بغير تعقل ، وسينشر البؤس بالعالم " .

بعد تلك الطلقة بدأت قصة وفاته ، التي بدأت بمرضه طيلة 8 سنوات الاخيره من عمره ، عانى فيها الكثير من الألم والتعب والشتات ، وهو الذي ظل أغلب حياته لا ينام سوى 4 ساعات من يومه ، وفي 14 مارس من عام 1883م ، كان كارل ماركس جالسا على كرسيه امام مكتبه فشهق شهقة واحده سلم فيها الروح بعدها ، ودفن بمقبرة هايجات في لندن .


-----------------------------------------------




من أجمل ماقيل : -


- يقول لينين عن بيان الحزب الشيوعي : " مازال حتى يومنا هذا مصدر الوحي والقوة الدافعه للبروليتاريا المكافحة والمنظمه في جميع انحاء العالم المتمدين " .


- يقول جان بول سارتر : " ان الفلسفة الماركسية هي الفلسفة الوحيده في عصرنا الراهن التي لا نستطيع تجاوزها " .


- يقول ماوتسي تونغ : " ان المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا "


- يقول كارل ماركس في رساله وجهها لابنته وهو في الجزائر عام 1882م ، يقول فيها : " .... اما السبب في ذلك فهو العنصر المغربي ، لأن المسلمين لا يعترفون بشئ اسمه الخضوع ، فهم ليسوا رعية ولا محكومين ولا سلطة هناك الا فيما يختص بالسياسه وهو امر فشل الاوربيون في فهمه تماما ".


وكذلك يقول في رساله لابنته اخرى : " فبعض هؤلاء المغاربة ارتدى ازياء فاخره بل وتنم على الثراء بينما الاخرون لبسوا مايطلق عليه القمصان ، الا ان في نظر المسلم الحقيقي لاتعتبر مثل هذه المصادفات او حسن الحظ او سوءه ، امرا يفرق بين امة محمد عن بعضهم البعض ، هناك مساواة كاملة في تعاملاتهم الاجتماعية " .

هناك 12 تعليقًا:

بديع الزمان يقول...

مقال أكثر من رائع ويستحق الاحترام ...

تحياتي وأشواقي ^_^

why me يقول...

تغيب تغيب


وتييب لنا مقال عجيب

ساره النومس يقول...

زميلي العزيز شلونك ؟؟

من زمان مادري عنك حبيت اسلم عليك يالغالي

Q8EL5AIR يقول...

بديع الزمان ..


حياك ربي .. من ذوقك :)

Q8EL5AIR يقول...

واي مي ..


وتعليقج اعجب :)


حياج اختي .. ويسلموا المرور الجميل :)

Q8EL5AIR يقول...

طموحه مملوحه ..


زميلتي العزيزة بخير الحمدلله طيبين .. انتي شلونج وشعلومج :)

الله يسلمج اختي .. ويسلموا المرور الجميل :)



الله يهداج شالصورة تخرع @@

Bauschuttentsorgung Wien يقول...

؟؟

Container Entsorgung يقول...

حابيييييييييييييين نشوف الاخبار والمشاركات الجديدة !

Umzug in die Schweiz يقول...

موفقين .. وعايزيين نشوف الجديد !؟

Hausräumung Wien يقول...

تحياتى لكم .. فين الموضوعات الجديدة

Umzug nach Luxemburg يقول...

شكراً على المجهود .. دمتم بود

Entrümpelung يقول...

شكرا على الموضوع الممتاز
Entrümpelung
Entrümpelung