الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

* معالم على طريق الثورة : الغضب *








* معالم على طريق الثورة : الغضب *
------------------------


جميل هو الشعور الذي ينتابني وهو الاحساس وكأنني أصبحت بدرجة كارل ماركس عندما تنبأ منذ القدم بسقوط النظام الرأسمالي في العالم ، وهو الامر الذي جعل البعض يفسر بعض مايعتري هذا النظام من ازمات متعاقبة ماهي الا مقدمات لتلك النبوءة والتي على انقاضها يرقص الماركسيون .. الشعور هو نفسه او باقل تقدير يقاربه ويقارب نبوءة خالد النفيسي في حامي الديار عندما وعد المرأة بحقي التصويت والترشيح ، بل تجاوز ذلك ووعدهم بان للحامل صوتان وهو بحد قوله مالم تفكر فيه حتى المنظمات الدولية لحقوق المرأة .. اقول هو شعور يقارب ذلك عندما تنبأت في مقالي قبل السابق بأن هذا الشعب في طريقه نحو الثورة عاجلا ام اجلا .. وهي المقالة التي عنونتها ب " الطريق نحو الثورة " !!

وتحدثت في ذاك المقال بان يوما ما قال هتلر – ذلك النازي الذي اتغنى به – ان " خير ثروة للحكومات ان الشعوب لا تفكر " .. وهو ماجعلني اشعر بالقلق تجاه هذا الشعب خصوصا بعد تصريحات نواب الشعب القريبة من الحمق منها الى الغباء .. الا انني ماشاهدته خلال فترة كتابتي لذلك المقال وهذا المقال جعلني اراجع تلك النظره وارى الجانب المشرق الذي مازال يتنفسه بعض الشعب وبعض النواب من الوعي والفهم والتفكير !!

ثمة امران لا تفارقهم تاريخ الثورات في العالم وهي سبب تلك ، الامر الاول يتمثل بالفقر ، وهو الحمدلله بعيد عن واقعنا – عالاقل الى الان!! - ، والامر الاخر هو الظلم من السلطة ، وهو الذي اتمنى ان لا اضطر الى ذكر التاريخ والدلائل للظلم في السياسات الحكومية المتبعة التي تمارسها لتفرقة الشعب وقهره ، وهي التي يراها الاعمى قبل البصير ، وما 3 ملايين التي تبخرت إلا خير مثال !!

الظلم .. تلك هي الطامة الكبرى ، التي ماجاء دين ولا فكرة ولا منهج ولا مصلح الا لمحوها واقامة نقيضها العدل ، لذلك ليس من السهولة بشيء ان يتم ممارسة الظلم بانواعه اللذيذة لدى البعض خلال السنوات العجاف المنصرمة ثم الوقوف باستغراب تجاه غضب الشعب بعد وعيه وتفكيره الذي يغضب الطرف الاخر !!

ما اجمل تلك الجموع والحملات التي تشن من اجل دفع الظلم واحقاق العدل ، والتي اكاد ارى ملء عينيها دواء الغضب قد سرى بدمائها و وحرك يداها ونطق بها لسانها قائلة : " ارحلوا نستحق الافضل " .. يالجمال هذا الغضب .

اليوم فقط استطيع ان اقول هاهي مسبحة الطريق نحو الثورة قد شارفت القطع ، واوشكت ان تتساقط خرزاتها ، وها انا ارى اليوم نبوئتي قد بدأت ترتسم معالمها .. اراد البعض ان نظل تحت شعار الصمت الجميل تحت ظل " لا بأس عليكم فالسلطة قائمة باكمل وجه " ، واردنا وءامنا وصدقنا بالكلمة الجميلة تحت ظل " من حقنا ان نعرف " ..

الغضب ، هي فقط الكلمة الأولى التى سطرتها بوسائل سلمية قانونية تلك الجموع الشبابية التي تذكرني بمقال لي سابق كتبته تحت عنوان " الشبيبة الهتلرية " .. فيالجمال الشبيبة الكويتية .. لقد قالها هتلر من قبل " المانيا فوق الجميع " .. وها انا اجد تلك الجموع تردد " الكويت .. فوق الجميع " .











الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

* مشويات بحرينية بنكهة كويتية *





مشويات بحرينية بنكهة كويتية
----------------------------


سيكون مما لا طائل فيه والخوض فيه من التكلف هو الحديث عن الحلوى البحرينية وما تقدمه من اغراءات تضاهي اغراءات كايان الدورينو ملكة جمال العالم لهذا العام ، وعلاقتها – اي الحلوى – بمايسال من لعاب الفم بمجرد النظر وشم الرائحة ، اقول النظر والرائحة فقط كفيلة بذلك فما هو حال من ادرك المنال !! ، فالخبر ليس كالعيان .. وكما قيل " ما لايدرك بالذوق لايعظم اليه الشوق " !!

وسيكون من باب تقبل الآراء ووجهات النظر الحديث عن المشويات البحرينية وما يضاهيها من ثيباتها التركية واللبنانية من لحوم وشحوم ، ما هو كفيل ايضا بلطم الخدود واسراف مافي الجيوب .

عموما .. لن يكون ماتقدم هو حديث هذا المقال فعلى حسب ظني ان لقب هذه المدونة على حد تعبير بهلولها هو " كويت الخير " ، وليست مدونة " منال العالم " ، وبذلك سأضطر لجعل ما اعلاه فقط مقدمه لتشبيه ساذكره فيما بعد .

في الجمعة الماضي وتحديدا بعد صلاة الجمعة توجهت مع بعض الاصدقاء اثر دعوة وجهوها لي الى احد المخيمات في منطقة النعيرية في المملكة العربية السعودية وعلى حد قول الداعين اننا متوجهين الى بعض الاصدقاء البحرينيين حيث يخيمون هناك .. لم اتردد كثيرا تجاه هذا الاغراء .. منطقة النعيرية لم ازرها من قبل فكان الشغف يملئ فكري .. ومقابلة الاصدقاء البحرينيين يثير عاطفتي .. لذلك قبلت !!

وعند وصولنا الى المكان المحدد استقبلنا بحفاوة قريبة بحفاوة " قمة الطموح والامال " ، واسعدت كثيرا بالعدد الذي يقارب الاربعين شخصا مختلفين الاعمار والافكار !!

وبعد فينه من الوصول تفاجأت بأن من بين الحضور احد نواب مجلس النواب البحريني وهو النائب : ناصر الفضالة ، الذي احرجنا كثيرا بدماثه خلقه وتعامله وتواضعة العالي معنا .. والذي تم اجراء مقابلة معه للحديث حول البرلمان البحريني وماقدم خلال السنوات الماضية ..

لن استطيع وصف تفاجئي الشديد حول حديث النائب والذي ان كنت ساختصره فساختصره بتبديل كلمة واحدة من الحديث لكي يصبح قريب من واقعنا الكويتي .. وهو استبدال كلمة البحرين بكلمة " الكويت " !!!

سأعرض لكم مختصر لبعض حديثه حول السياسة في البحرين وعن البرلمان البحريني ..

تطرق النائب حول الواقع السياسي في البحرين وان البحرين حديثة عهد في الديموقراطية حيث ظلت 30 سنة من غير مجلس للنواب ، وعمر المجلس الحالي هو فقط مايقارب 7سنوات !! .. بالاضافة الى ان النظام الديموقراطي في البحريني عبارة عن مجلسين هما مجلس النواب ومجلس الشورى .. كل مايصدر من مجلس النواب يجب ان يمر على مجلس الشورى للموافقة .. هذا مع العلم ان مجلس النواب يشكل فقط من النواب الذين يمثلون الشعب عن طريق الانتخاب ، وممثل واحد فقط عن الوزارات كلها .. وان مجلس الشورى يكون بالتعيين من الدولة ..

يوجد هناك اربعين دائرة للانتخاب والترشيح ، من كل دائرة يخرج نائب .. ومن الطريف ان هناك دائرة ليس فيها ناخبين ومع هذا يوجد نائب عنها وهي امراة ، وهي السيدة لطيفة القعود ، ويتم ترشحها بالتزكية ، وعلى حد قول النائب هي لعبة من الحكومة لتوصيل المرأة للمجلس !!

وتلعب المرأة دور متقدم بعض الشيء على مستوى الدولة ، فهي دخلت البرلمان وكذلك القضاء بالاضافة الى الوزارة ومجلس الشورى ..

لايخفى على احد شدة وتيرة الطائفية هناك والتي تمارس بشكل مستغرب وملحوظ وقوي .. خصوصا بين الشيعة والسنة .. فقبل سنوات كان اغلبية الشعب من الشيعة حيث كانوا يشكلون ما يقارب 70% من الشعب الا ان الدولة وهي بادراة سنية استطاعت ان توازن بين الطائفتين عن طريق التجنيس .. واصبح الوضع مايقارب 50% لكل من السنة والشيعة .. هذا بالنسبة للمواطنين .. اما التمثيل داخل قبة البرلمان فيوجد هناك 23 نائب سني 7 يمثلون السلف ونفس العدد يمثل الاخوان والبقية مستقليين ، فيما يشكل نواب الشيعة 17 نائب .. وعلى مستوى الوزارة يوجد هناك وزيرين فقط للشيعة ..

هناك علاقة سيئة بين الشيعة والدولة .. وهو مايجعل البعض يشكك بالولاء لايران .. خصوصا ان هناك بعض الممارسات التي توحي بذلك .. مثال : الوقوف ضد البيان الذي كان من المفترض نشره باسم مجلس النواب والذي يدين هجوم الحوثيين على المملكة العربية السعودية .. والذي تصدى تجاهه النواب الشيعة بزعم ان لا دخل لنا بالشؤون الداخلية للدول الاخرى !! .. وكذلك حديث النائب الشيعي العجمي في وقت الرد على خطاب الملك ، بتطبيق ماجاء في بيان احد الأئمة الشيعة وهو " القريفي " متجاهلا خطاب الملك .. وكذلك المطالبة الحثيثة للشيعة بالانضمام الى الجيش البحريني .. ناهيك عن تشجيع الشيعة البحرينيين لايران متى ما وقعت مباراة بين البحرين وايران !!

لم تخلو كذلك البحرين من الاعلام الفاسد من صحف وقنوات .. مهاجمة النواب عموما واي تصادم قد يخل بالدولة والتنمية على حد قول تلك الفئة !!

اما بالنسبة الى سرقات المال العام فليست بافضل حال مما لدينا .. فالمنافسة شديدة بين سراقنا وسراقهم .. بالاضافة الى شبهات سرقات شركات النفط والفساد – ايضا – المتفشي في هذا الجهاز المهم .. نجد ان هناك مليارين دينار هي ميزانية الدولة ، وهناك مشروعين فقط في المحرق والمنامة نالوا مايقارب مليار و800 مليون دينار .. هذا فقط لعملية الدفان البحري لاقامة المشروع !!! .. نسبة تقيسم الشواطئ هي التالي : 97% للشراكات الخاصة و3% فقط بين الحكومة والشعب !! .. الأمر الذي أدى الى كثرة لجان التحقيق البرلمانية التي تجتهد بقدر المستطاع للحد من هذا الهول .. خصوصا مع الايحاءات المضللة من قبل وزير المالية الذي اشار الى ان حتى عائد عملية الدفان الذي طغى على الدولة فان الوزارة غير مختصة بهذا العائد .. فكله يصب في جيب الشركات الخاصة الاجنبية !!!!

هذا مجمل ما اشار اليه النائب الفاضل .. ولا اخفيكم انني كنت اظن ان غالب الامر فيما يحدث لنا هو مقتصر على دولة الكويت فقط ، قد تكون ديموقراطيتنا هي احد الاسباب او ان صح التعبير القائمين عليها .. بالاضافة للسياسة الحكومية ناهيك على النفوس الدنيئة في البلد .. الا ان بعد ذلك اللقاء وجدت ان الامر لا يختلف كثيرا بيننا وبين بقية دول المنطقة .. هذا اذا لم نكن بافضل حال !!!

من الطرائف التي حكاها لنا النائب الفاضل .. انه بالاضافة ان النواب في البحرين ليس لديهم نظام السكرتارية المعمول به لدينا .. ويقتصر الامر على فقط سكرتير او اثنان على احسن الظن .. ان دور النائب اختلف !! .. فاحدى المرات اتصلت احدى المواطنات على النائب تبحث عن وظيفة الى ابنتها الا انه تفاجأ بعد عدة عدت ايام انها طلبت بدلا من الوظيفة زوجا لابنتها يغنيها عن الوظيفة ومتاعبها !! .. واتصلت كذلك اخرى طالبتا منه ان يزيح عن امام منزلهم كلب قد آذاهم لكثرة نباحه في الحي !! .. ناهيك عن من طلبت منه بطاقة تعبئة للهاتف النقال !!!

هذا مع العلم ان جميع ما تقدم وقع تحت ظلال اسياخ و رائحة المشويات التي سرعان ما استسلمنا لها .. متناسين امور السياسة والحكم .. وهو ماجعلني استطعم المشويات البحرينية بنكهة كويتية .. ولم اعلم بم استطعمت !!!


---------------------------------------------------


" نغزة بوطبيلة "

" صحيح ان الكويت قد دخلت الديموقراطية من اوسع ابوابها في تاريخ 8 – 12 – 2009

الا اننا يجب الا ننسى ان العار قد دخل من النافذة "


الأحد، 15 نوفمبر 2009

* الطريق نحو الثورة *




الطريق نحو الثورة .. !
=======================

لا ينتابني اي شك نحو ان الشعب في طريقه نحو الثورة ، عاجلا ام اجلا ، لا اقول هذا من باب لفت الانظار والتحرك نحوها ، ولكن عالاقل من النظرات الواقعة على صفحات السنوات الماضية ، او عالاقل من باب التنبوء بالمستقبل واخذ السبق الصحفي ، فمن يعلم قد ياتي يوما يقال فيه " .. هذا وقد استقرء كويت الخير قبل 100 عام بهذه الثورة التي نشهدها .. " !!

لا اخفيكم سرا انني كنت متحيرا بعض الشي في عنوان المقال بين ما قد كتبته وبين ان تكون " اما التاج واما الراس " ومن يكمل معي نحو النهاية سيعلم سبب هذه الحيرة .. عموما توصلت بالنهاية ان اكون متساهلا بعض الشيء في الراس على ان اكون مؤلم بعض الشي في الجسد !!

الحديث عن رئيس مجلس الوزراء والحملة التي تشن عليه في بعض المدونات - وهذا ليس غريبا في الديمقراطية - ليست بالمستغربة ، فنظرة عابرة تلقيها على السنوات الخمس العجاف الماضية تعلمك اليقين انك بمعزل عن ما هية غرض الدولة !! ويراودك الشك حول هل مازال غرض الدول هو تنمية شعبها ووطنها .. ام تنمية الجيوب السفلية والعلوية !!

ولست هنا بصدد بيان وصف تلك الخمس العجاف ، فما يذكره بعض المدونين والكتاب كافي - عالاقل لهذه المرحلة - حول كشف منطقة التسلل التي تعيشها البلاد ، اما ما انا بصدده هو تلك النبوءة التي تنبئتها في البداية .

الازمة المتراكمة التي خلفتها لنا السنوات العجاف لا تقتصر فقط على تراجع التنمية في البلاد وعلى بعض الممارسات الخاطئة وعلى السير من دون جهة يهتدى بها ، فهذا امر من الممكن حصوله بل من المتوقع في ظل تلك السياسة المتبعة خلال تلك السنين ، ولو كان الامر على ذلك فقط لما كتبت حرفا واحد مرددا وراء من يلقى تلك العبرات !

الامر ادهى وامر .. بل هو الطامه بعينها ، تلك الثقة المعدومة التي ولدتها لنا السنوات العجاف ورمتنا على شاطئ الشك والريبة في كل ممارسة وسياسة تتبع في هذا البلاد ، فما ان نسمع عن عقد تم توقيعه من قبل السلطة التنفيذية الا و ترى في الغد القريب الصحف ترمي بسيلها على من يكون وراء الصفقة !! والايادي التي تمتد تحت الطاولة لأخذ نصيبا من العسل طمعا لتذوقه .. هذا اذا رضي بنصيبه !!

الثقة .. هي دايما الخيط المتين الذي يعقد بين الشعب والسلطة - بضم السين وليس بفتحها درءا للشبهات - في ظل الممارسة الديمقراطية في الدولة المدنية ، والسبيل الوحيد لإحقاق تلك الكلمة ولتصبح واقعا بدلا من حبرا على ورق هي الشفافية المتناهية في المعلومات في اي علاقة تدور ورائها الشبهات ، ورفع شعار " من حقنا ان نعرف " بدلا من قبول شعار " لا بأس عليكم فالسلطة قائمة باكمل وجه " وهذا مايجعلني اصدق تعريف فاليبري عندما عرف السياسة بانها : " فن منع الناس من التدخل في ما يعنيهم !"

ماتزال الشعوب في خير مادامت متمسكة بمبادئها ومكتسباتها وحقوقها ، ولا يردها عن هذا ولو قدم لها الاغراءات والمطامع ، اما ان هي تنازلت عن بعض مما لها فهي بذلك تحكم على نفسها بالقضاء ، ولطالما كانت معرفة الشعوب لما هو حق لها ان تعرفه هو الحجر الزاوية لبقائها ، فالمعرفة هي وسيلة للفهم والادراك والوعي ، والفهم والوعي هم السبيل الوحيد للمشاركة ، والمشاركة هي عامود العملية الديمقراطية للدولة ، وبعكس ذلك فان احتكار المعرفة واقتصارها على البعض دون البعض هو السبيل للقمع وللهيمنة على السلطة ، والقمع هو الطريق الوحيد للاستبداد ، وماوراء الاستبداد كلنا نعرفه !! ، وعلى هذا يقول دوايت دي : " ان شعبا يقدم امتيازاته على مبادئه سرعان مايخسر الاثنين معا " !

الحديث عن علاقة الراس بالتاج مشوق وممتع ، بل يطول الكلام حوله ويمتد ، ولكن لي نظره مغايره بعض الشي ولكنني على يقين بان الامر متفق عليه لدى الجميع .. من البديهي ان التاج لايوضع على الراس الا بعد اخذ مقياس الراس .. والا اصبح الامر في غير محله ان لم يكن خاطئا ، لذلك وجب وضع التاج على مقياس الراس ، ومع اخذنا بهذا المعيار المجمع عليه من قبل صائغين التاج الا ان ثمة امر يجب التطرق اليه ، وهو ان هذا لا يستنتج منه ابدا ان التاج يصلح لهذا الراس .. او بعبارة اخرى ان هذا الراس يصلح لهذا التاج .. فمع الاخذ بحيطة الصائغيين الا انه قد يكون من غير المناسب وضع هذا التاج على هذا الراس .. او بعبارة اخرى تلبيس هذا الراس هذا التاج .. وبهذه المقدمة وجب الاخذ بمعيار التجربة .. فكما يقال " التجربة خير برهان " .. فلو وجدنا بمرور الازمنة والاعوام ان الامر من الصعب الاستمرار عليه ، جعلنا انفسنا امام خيارين لاثالث لهما ، وهو اما ان يكون من الواجب علينا تنحية التاج عن الراس .. وان استعصى ذلك ، انتقلنا الى الخيار الثاني وهو وجوب تنحية الراس عن التاج ، والا ترتب على هذا الامر مفسدة عظيمة .. فلن يستقيم التاج .. ومن باب اولى لن يستقيم الراس !!

ثمة قولة جميلة لادولف هتلر - ذلك النازي الذي اتغنى به - يقول فيها : " افضل ثروة عند الحكومات ان الشعوب لاتفكر " .. والذي يجعلني اورد تلك المقولة بهذا الصدد هو تلك الممارسات التي اجدها في بعض ممثلي الشعب فان كان صحيحا تلك المنهجية في التفكير لديهم فاني اشعر بالخطر ازاء الشعب وأردد دائما " اذا كان هذا تفكير ممثلي الشعب .. فكيف يكون اذا تفكير الشعب " !! .. من المعروف ان غالبية الشعوب تكتفي على قدر بسيط من المعرفة بامور دولتهم ، وهذا مايجعل اكثر الشعوب اقرب الى مجموعة من الافراد من ان تكون شعبا لدولة ، الا ان الامر يكون مختلف اذا اصبح هناك شعبا على قدر متوسط من المعرفة الا ان تفكيره مازال على بساطته .. هذا اذا كان بالفعل يفكر .. !!

سأختم بقصتان تلخص ما عنيته ، الاولى هي " اتى رجلا اعرابي الى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقال له : " لا سمع لك ولا طاعة " .. وما جعل الاعرابي يتلفظ بهذا هو انه كان يجهل من اين اتى عمر بهذا الثوب الذي يرتديه ، اردد ما كان يجهله الاعرابي هو فقط يجهل من اين اتي ولم يكن يشك او تدور الريبة في رأسه حول الثوب ، فقط الجهل اورده عدم السمع والطاعة ، الا ان عمر استدعى ابنه عبدالله الذي شرح للاعرابي قصة الثوب ومصدره . فانصرف واقتنع مرتاحا .. لانه من حقه ان يعرف !! "

الثانية هي ان بعد انتصار المسلمين على كسرى في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعث الجند بسيف كسرى وجواهره الى عمر ، فلما اوتي اليه قال : " ان قوما أدو هذا لذو امانه " ، فعقب علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - موجها كلامه لعمر فقال : " انك عففت فعفت الرعية " !!



الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009






الجزء الرابع والأخير


تضاريس بين الحاء والباء


================



أتعلمون من أنا .. انا ..

انا الخيال .. نعم انا الخيال ..

قد سمعت من المحاسن من قبل .. وتذوقت من الجمال من قبل .. ولا مست من التضاريس من قبل ..

ولكنني نسيت الان كل شي .. فبعد هذه ينسى المرء كلمة جمال .. لانها ماتت عند قدميها ..

وهل تقارن الثرى والثريا !!


وهل تقارن من ملكت الصبا والجمال والحسن مع من شبه بالحسن والجمال والصبا !!

لا والله !

نعم انا الخيال .. محراب العاشقين ومأوى المحبين .. فمازال العشاق يجدون في محرابي انسهم وصبوتهم وامانيهم

وامالهم .. فقط عندي .. عند الخيال !!

فكم من عاشق تهجد بذكر حبيبه عندي .. وكم من عاشق صبر على فراق خليله عندي .. وكم من محب نواه محبوبه

وشكا نأيه عندي .. وكم من محب محروم الوصل وصل محبوبه عندي .. وكم وكم وكم !!

اما اليوم .. فقد وقعت انا بالعشق !! بل بالموت !!

شيعونيييي .. شيعونييي .. شيعونييي !!

قد تسائلت عندها : هل انا اكثر الناس سعادة اليوم !! .. فاسرعت بالاجابة بنعم ! ولكني وجدت نفسي احمق بالاجابة !!

وهل الناس سعداء دون ادراك النظر لهذه التضاريس !! بل هم والله في نكد مالم يرو هذا !! فانا الوحيد الذي يطلق

عليه حقيقة لفظ السعادة .. اما غيري ففقط مجازا !!

و لقد هزيت جذع اللغة لكي تسقط علي احرفا تصف تلك التضاريس .. فاعتذرت باني لم اجد !!

و لقد ذهبت انفض الكتب لعلي اجد تشبيها يفي بك .. فاعتذرت ولم ازد !!

ولقد سألت التاريخ هل رأى مثلك شبيها .. فاجاب لم ارى احد !!

ولقد تأملت الطبيعة لعلي ألتمس منك وصفا .. فأجابت ولو تأملت طول الأمد !!

انتي كالصحراء .. فيك نعومة الرمال و التجانس العجيب والافق البعيد الجميل ..

وانتي كالصحراء .. فيك شدة الحرارة و الرياح العاتية والعطش القاتل و الحيرة الأبدية ..


و تسائلت : هل من مزيد !!

فأجبت على نفسي : نعم لديك مزيد .. فما خفي كان اعظم .. فطمعنا بالمزيد .. ومازال لديك مزيد ومزيد ومزيد !!

الطمع منا بالمزيد ... والجود منك الذي مازال يفيض ويزيد ..

فبت اناقض نفسي ، هل انا معها المحروم الذي لا امل له .. ام الموصول الذي بلغ حاجته !!

وكأن الانهار تتدفق من تضاريس جسدها .. فمناهلها كثيرة و ومراويها عديدة !!

لم تهوى المحاسن قط .. ولم توصف بالجمال قط .. ولم تشبه بالصبا قط ..

بل هوتها المحاسن .. ووصف الجمال بها .. وشبه الصبا بها ..

شيعونيييييي .. شيعونييييييي .. شيعونييييييي

فسقط الخيال على ركبتيه .. وسقطت قبله دموعه ..

الخيال سقط امامها ولم يحتمل ..

الخيال بكى امامها ولم يحتمل ..

الخيال ذل امامها ولم يحتمل ..

ثم سقط ميتا ..

لقد مات الخيال .. وهوا محراب العشاق على الارض ..

وقبيل سقوطه وضع قبلة في الهواء .. اطفأ بها جذوة حدته .. وجام غضبه ..

لذة ضئيلة ، الوصل بالنظر ، هي ما ناله منها ..

فلوعة المحب تدمي .. وحرقة المغرم تميت ..

هي الجنون المقدس .. وهو شهيد هذا الجنون ..

فعزفت الطبيعة لحن الحاء والباء الحزين ..

وغنت على مزامير داوود اغنية الموت .. لم تغني لهما .. بل فيهما ..

فأسكرت عقول الجميع بالشوق .. وقيدت أوتار القلوب بالطوق ..

وعند تكفينه وجد على رقبته حبة سوداء .. الكل استغرب منها فلم يروها وهو في المسرح وظهرت بعد موته !!

والذي لا يعلمه الجميع ان تلك الحبة السوداء كانت على رقبته اي على " العنق " .. وكانت تقف تنتظر الإذن منها لكي

تقف على حرف النون من الكلمة .. وتأخذ حريتها .. وتصبح بدل العنق " العتق " !!!

ووجد في جيبه خرقة صغيرة كتب عليها :

" بالتأكيد انني مت بعد هذا .. الا ان ما اردت قوله هو انني كنت معها

كالكبرياء للانثى .. وكالعقل للجمال .. وكالبياض للعين ..

فانظر هل للاول استغناء عن الثاني " .



اما ماحصل لها .. فساتركه لكم .. فلي البداية ولكم النهاية ..

وكما فعل " مصطفى صادق الرافعي - في القلب المسكين – في وحي القلم " بان ترك النهاية للقراء ..

فقدوة به ساترك النهاية لكم ..



===============================================




يقول بوشداد وبوشداد صادج :)


اذا ريح الصبا هبت اصيلا شفت بهبوبها قلبا عليلا
وجاءتني تخبر ان قومي بمن اهواه قد جدوا الرحيلا
وماحنوا على من خلفوه بوادي الرمل منطرحا جديلا
يحن صبابة ويهيم وجدا اليهم كلما ساقوا الحمولا
الا ياعبل ان خانوا عهودي وكان ابوك لايرعى الجميلا
حملت الضيم والهجران جهدي على رغمي وخالفت العذولا
عركت نوائب الايام حتى رأيت كثيرها عندي قليلا
وعاداني غراب البين حتى كأني قد قتلت له قتيلا
وقد غنى على الأغصان طير بصوت حنينه يشفي الغليلا
بكى فأعرته أجفان عيني وناح فزاد إعوالي عويلا
فقلت له : جرحت صميم قلبي وأبدى نوحك الداء الدخيلا
وما أبقيت في جفني دموعا ولا جسم اعيش به نحيلا
ولا أبقى لي الهجران صبرا لكي ألقى المنازل والطلولا
ألفت السقم حتى صار جسمي اذا فقد الضنى أمسى عليلا
ولو أني كشفت الدرع عني رأيت وراءه رسما محيلا
وفي الرسم المحيل حسام نفس يفلل حده السيف الصقيلا


وتحياتي

ويسلموااااااااااااااااااااااااااااااااا :)

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

تضاريس بين الحاء والباء








الجزء الثالث

" تضاريس بين الحاء والباء "

-----------------------



عندها أتى .. اتى راس الحكمة وصاحب التفكير وملاذ التدبير ..

اتى العقل .. يملؤه الفخر والنشوة والعزة .. فهو اليوم العزيز المقدم ..

لم يكترث بماسيقولون : عقل يردد وراء مغنية !!

وهل بقى من الزمان من اعجوبة غيرها لكي تحقق !!

نعم بقى !! فلم يأتي العقل وحده !! بل معه الجنون !!

هاهما العقل والجنون يجتمعون على الحاء والباء !! فقط عندها يكون المستحيل .. مقدر !!

ألا من حكيم هنا فيتدبر .. ألا من عاقل فيتعظ .. اين علماء المنطق وجهابذة الحكمة وفطاحلة الفلسفة !! ..

ألم يكن في الأثر ان الضدين لايجتمعان !! فمالي ارى العقل والجنون اليوم عندها قد اجتمعا !!

اليوم فقط يبطل كل مأثور .. هاهما يجتمعان في الزمان والمكان .. والسبب !!

فما لايتم الواجب الا به .. فهو واجب .. وهو عندها من باب اولى !!

ومازالت الفرقة تهمس بألحانها وتلاطف بنغماتها .. ومازال الجمهور سكران بها .. حيران فيها !!

ثم عم السكون ارجاء المسرح .. سكون قاتل .. فلا تسمع الا همسا !!

سكون ... سكون ... سكون !!

فقد تأهبت للدخول .. فسمع لها ضربات من كعب قدميها على الارض .. عندها الكل نطق !!

نطق مالم ينطق !!

الطبيعة متلهفه للقاءها مشتاقة لان ترتمي في احضانها ..

همست الارض .. " هي اتية ... هي اتية .. هي اتية " .. فتسارعت الغيوم تعلن الصفاء .. والشمس

من وراءها تعلن لها الحياء ..

" هي اتية ... هي اتية ... هي اتية ... "

عم السكون ..

طق ... طق ... طق ...

كعبها يحتضن الارض .. بل يحتضن القلوب التي في الصدور ..

اقتربت الضربات .. لم يبقى الا القليل وتخرج ..

قل القليل .. ومازال يقل .. حتى اشرقت !!

اشرقت .. ترتدي ثوبا اسودا كالليل الأليل .. داكن اللون .. تعلوه طبقة متناثرة من حبيبات الألماس

.. فهي الليل المرصع بالنجوم !!

ثوبا اسود داكن .. يكشف بعضا من انحناء صفاء كتفيها .. ويكشف بعضا من انسياب عنقها .. وقليل مما هو اسفل منه !!

ويكشف بعضا من انحدار ظهرها .. ولكنها حجبته بجزء يسير من دجى شعرها !!

فما ستر فهو اسود كالليل .. وما كشف فهوابيض كالقمر !!

تلك هي ليلة التضاريس .. تضاريس طبيعية !!

ليلة تتباها بقمرها ونجومها ... وصباح مشرق بغيومه وشمسه !!

ها هما الضدان يجتمعان ايضا ... الحاء والباء فقط !!

فدورة الحياة تدور عندها .. تدور بتضاريسها ..

ليل ونهار .. شمس وقمر .. نجوم وغيوم .. نور وظلمة ..

ليس لك من اصابتها الا النظر ..

ليس لك سوى إطلاق الطرف .. وسيأتيك بالخبر ..

والخبر هو : الطلب من غير ادراك .. الطمع من غير اكتفاء .. الحاجة من غير وصل ..

وكأنها تقول لك : " أرءيت هذا .. إنه لا يحسن إلا بيدك !! "

ولكنها ايضا تقول لك : " لا أمل لك يامحروم .. !! "

فانت عندها .. المرهق بالنظر فيها .. ولكنك لا تستريح الا بها .. حاشاها ان يكون منها !!

تقدمت لتتوسط المسرح .. للغناء .. تخطو على مهل ..

الكل سكن .. سوى نسمات تأتي على استحياء فتحرك بعضا من خصلات شعرها !!

ونسمات اخرى تحتضن عنقها .. وتداعب وجنتيها .. وتلامس تضاريسها !!

الكل تمنى لو كان احدى تلك النسمات .. فقط نسمة تحتضن ما شاءت من تضاريسها !!

انتصفت المسرح .. عاودت الفرقة للهمس بالأنغام .. والملاطفة بالألحان !!

همت هي بالغناء .. الا ان احدهم دخل من الخلف .. تقدم الجميع .. الكل على استغراب : من هذا !!

تقدم المسرح .. خلفه الجمهور .. وامامه هي .. بطبيعتها وتضاريسها !!

فقال : شيعونييي ... شيعوني ... شيعوني !!

كيف الحياة بعد هذا !! .. لا أمل لي بالحياة !!

خصلات كالدجى من الشعر .. كثيف .. كالأليل الأليل .. يستر بعضا ويكشف اخر ..

هناك تروى الحكايات ..

وجه كالقمر .. جمع من المحاسن محاسنه .. عين فارسية .. انف عربي .. فم اندلسي .. وجنة روميه ..

هناك موضع القبلات ..

عنق مائل كالخيزران .. يميل فتميل معه الطبيعة .. يعتدل فتعدل معه .. ناعم كالورد ..

هناك تسكب العبرات ..

قوام .. فيه من الدقة مافيه .. فهي هيفاء .. ومن اللين مافيه .. فهي غيداء .. ومن الحرارة مافيه ..

فهي رمضاء .. ومن النعومة مافيه .. فهي ملداء .. ومن الحسن مافيه .. فهي حسناء ..

هناك مرمى النظرات ..

شيعونيييي .. شيعونييي .. شيعونييي ..

محاسن لا تنقضي .. كل يوم هي في خلق ..

فياليت الروح تسكب لأسكبها تحت قدميك ..

ذلك هو الجمال .. وإلا فلا ..

ذلك جمال المرأة التي به تبرد انياب الأسد ومخالبه ..

فبه ترفع وتخفض .. تفرح وتحزن .. تقرب وتبعد .. تظمأ و تروي .. تسأل وتجيب ..

فقط عندها يلغى صفة الزمان والمكان ..

فالنظر إليها ينسي مايكون وما كان ..

فلا تعلم .. أهي ثواني قضيتها وانت تطلق النظر .. ام هي سنوات !!!

أهو فقط عضو واحد .. فقط الوجه .. ام هي أعضاء !!

أهي فقط امرأة واحدة أمامك .. أم هم نساء !!

حينها سكت .. وعاود السكون ارجاء المسرح ..

فبكى .. واغرورقت عيناه .. ثم قال :

أتعلمون من انا .. أنا ...


" تضاريس بين الحاء والباء .. الجزء الرابع "


===============================================



يقول بوشداد وبوشداد صادج ..

وقفت به و دمعي من جفوني ... يفيض على مغانيه الخوالي
أسائـل عن فـــتاة بــني قـراد ... وعن أتـرابهـا ذات جــمال
وكـيف يجيبـنـي رسـم محـيل ... بعيد لا يرد على سؤالي
إذا صاح الغراب به شجاني ... وأجرى أدمعي مثل اللآلي
وأخبرني بأصـناف الـرزايـا ... وبالهجران من بعد الوصال
غـراب البيـن مـالك كـل يوم ...تعاندني وقد اشغلت بالي
كـأنـي قـد ذبحـت بحد سيفي ... فراخك أو قنصتك بالحبال
بحق أبيك داوي جرح قلبي ... وروح نار سري بالمقال
وخبر عن عبيلة أين حلت ... وما فعلت بها أيدي الليالي
فقلبـي هـائم في كل أرض ... يقبل إثر أخفاف الجمــال
وجسمي في جبال الرمل ملقى .. خيال يرتجي طيف الخيال
وفي الوادي على الأغصان طير .. ينوح ونوحه في الجو عال
فقلت له وقد أبدى نحيبا ... دع الشكوى فحالك غير حالي
أنا دمعي يفيض وأنت باك ... بلا دمع فذاك بكاء سال
لحى الله الفراق ولا رعاه ... فكم قد شك قلبي بالنبال
أقاتـل كـل جـبـار عنيــد ... ويقتلني الفراق بلا قتال




وتحياتي ..
ويسلمواااااااااااااااااااااااااااااا :)


الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

* ها قد أتيت *





ها قد أتيت !!
================



لا أكاد أتعقل الى هذه الساعة كيف استطعت ان اهجر هذا الهجر عن التدوين .. وانا الذي كنت اظن انني من دونه

قد استرخص كل شي .. حتى لو كان عنقي .. املا بوصل لا يفتر عن إدامة القرب منه .. !

ولا اكاد اجمع اسباب الفراق من حولي .. فلم اجد لي من سبب سوى قساوة القلب وسوء التدبير وخسارة النظر

وهو والله لسبب اقبح من ذنب !!



الا انني مع هذا فها انا قد اتيت !!

اتيت بعد غياب طال قرابة الشهرين .. هو بعدد الايام والساعات فقط ، اما بميزان الهوى والجفاء فهو قطع

الوصل وطول الجفوة وذهاب العقل !!


ومع هذا فها انا قد اتيت !!

صحيح انني قد بالغت في الفرقة ، وانني ندمان اشد الندم على مافاتني من طيب وصالكم .. والنظر الى جمال

اقلامكم .. والتدبر في بهاء معانيكم ..

الا انني مع هذا الألم فإنني غير ندمان على ما أنست به خلال تلك الفترة ..

فمازلت فيها اتقلب بين كل جميل مما كتبه السابقون الاولون مما سطروه في كتبهم ، مايرد به كل ذي عقل الى

عقله بعد ان فقده .. وكل ذي ود الى وده بعد ان جفاه ..

ومازلت فيها كالصادي الذي يستغيث بقطرة من ماء .. فان هو اغيث .. رجع الى صاديه .. وطلب الاستغاثه وكانه

لم يغث !!

فبالله خبروني كيف هي الحياة وانت تعيش وتتقلب .. وعن يمينك المتنبي بديوانه وهو يقول لك :



سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ... بانني خير من تسعى به قدم
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي ... واسمعت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها .. ويسهر الخلق جراها ويختصم


ثم تنظر امامك فتجد الرافعي وهو يعقد لك ابهى عقود المفردات .. فيقول :

" بل انا مع هذه اكثر من عاشق .. لان االعاشق راغبا وفي انا راهب .. وفيه الجريء وفي انا المنكمش.. ويغترف الغرفة من الشلال المتحدر فيحسوها فيرتوي .. واغترف انا الغرفة بيدي وابقيها في يدي .. واطمع ان تهدر في يدي كالشلال .. وانا اكثر من عاشق .. فانه يعشق لينتهي من ألم الجمال .. واعشق انا لأستمر في هذا الألم ! "



ثم تنظر يسارك فتجد المنفلوطي وهو يصور لك صورة هي من اصل الواقع لا الخيال .. فيقول :

" فكانت تملأ نفس عاشقها املا ورجاءا ، حتى اذا ظن ان قد دنا به حظه وان ليس بينه وبين امله الا ان يمد اليه يده فيناله ، ذادته عنه ذود الظامئ الهيمان عن ورده ، ادنى مايكون الى فمه .. فاذا علمت ان اليأس قد بلغ من نفسه ، وانه قد ازمع ان يركب راسه الى حيث لا مرد له ، بعثت وراءه شعاعا من اشعة ابتسامتها العذبة الخلابة فاستردته اليها صاغرا مستسلما "


ثم تنظر من خلفك واذ بشاعر بني عبس عنترة يقذفك من صوارمه .. فيقول :

وذل الدهر لما رآني ... ألاقي كل نائبة بصدري
اذا ذكر الفخار بارض قوم ... فضرب السيف في الهيجاء فخري
سموت الى العلى وعلوت حتى ... رأيت النجم تحتي وهو يجري
وقوما آخرين سعوا وعادوا ... حيارى ما رأوا أثرا لأثري



فبالله خبروني كيف الحياة مع هذا وذاك !!

أليست هي النعيم المدام .. والعافية بعد طول السقام .. وافضل جليس في الانام



وبعد هذا فليس ذاك اعلان بانني قد تركت كتب الفكر وبعضا من السياسة .. فمازالت لها في القلب مكان ..

فللقلب منازل وابواب .. وجبال ووديان .. ومازالت كتب الفكر لها المنزلة العالية والدرجة الرفيعة .. وكما قيل "

انزلوا الناس منازلهم " .. الا ان قليلا من الهجر للفكر يورث في القلب نار الشوق وطمع الوصل .. و ان قليلا من الأدب

يولع في القلب الحماسة وينبت في العقل الكياسة ..

ومع هذا فها انا قد اتيت !!

وانا طامع بطيب الوصل منكم .. بعد تلك السِِِِنه التي اعترتني .. وكأنني بها كالطائر الذي غره جناحيه فخفق بهما

عنان السماء وتركهما للرياح يترنح بهما .. وهو عنها غافل .. وبعد حين تفكر في غفلته .. وحن لعُُشه ، فما لبث ان عاد

من حيث اتى .. وهو ملهف !



اتيت وقد جعلت نصب عيني قول الشاعر العظيم والفيلسوف الكبير ابي العلاء المعري حين قال :


واني وان كنت الأخير زمانه .. لآتي بما لم تستطعه الأوائل

ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا .. تجاهلت حتى ظن اني جاهل




و سأكمل في الأيام المقبلة ما بدأت به من قبل سلسلة – ان صح التعبير – " تضاريس بين الحاء والباء " ،

واغلب الظن انني سأنهيها بمقالتين او ثلاثة ، ومن بعدها سأتفرغ لما صال به الخاطر وظفر به الناظر وجال به العاقل ..


=======================================================


اعتذر كل العذر عن طول الغيبة عنكم .. و والله ثم والله لان كنت غائبا عنكم لانتم عندي كالغائب الحاضر ..

واشكر كل من سأل عن " بهلول " هذه المدونة سواء بالايميل او في المدونة .. وأخص بالشكر لإخواني :


" fatto – شقران – shahad – relaaax - أسيرة اللوحة "


بهلول:هي كلمة عربية سليمة ، وجمعها بهاليل .. ومعناها : الرجل الحسن البشر و المرح أو السيد الجامع لصفات الخير .




وتحياتي ..
ويسلموااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا :)
" بيييه من زمان ماقلتها :) "

الاثنين، 27 يوليو 2009

* تضاريس بين الحاء والباء *





" الجزء الثاني "

تضاريس .. بين الحاء والباء
----------------------------------


عندها .. أتت ..

أتت وكأنها كؤوسا تتمايل .. فتكاد أن تنسكب ..

فتتمايل ..

فتتماسك كل قطرة فيها .. تأبى السقوط منها ..

فتتمايل ..

فيتعاون كل ما بها .. يرفض فراق أحضانها ..

فتتمايل ..

فتزداد رقة .. وأنوثة .. وكبرياءا ..

فتتمايل ..

فتكاد أن تنسكب .. فتمنع تضاريسها ما بها من ان ينسكب .. فلا تنسكب !!


هذا حال مافيها .. فما حال من حولها !!!



أتت ..

وكأنها كؤوسا أفرغت من كل نقص ..

أفرغت من كل عيب ..

أفرغت من كل قبح ..



أتت ..

وكأنها كؤوسا ملأت بالجمال ..

ملأت بالسحر ..

ملأت بالكمال ..



أتت ..

وكأنها كؤوسا ملأت بالأسئلة والألغاز ..

فلا تعلم عن ماذا تجيب ؟ .. وبماذا تجيب ؟

فليس بها بداية وليس لها نهاية ..

فكل طبيعتها بدايات .. وكل تضاريسها نهايات ..

ولا تعلم متى تجيب ؟ .. والى اين تجيب ؟

فيمر الزمان .. وتمر اللحظات .. ولاتزال على نفس السؤال !!

أتجيب من أعلى إلى أسفل .. أم من أسفل إلى أعلى ؟

فليس هناك سهل بالأسئله .. وليس هناك صعوبة في ذلك ..

فهي الواضحة .. والغامضة ..

فليس هناك من مفسر لتضاريسها .. سوى النظر إليها .. والتمعن بما فيها ..

فهي تفسر نفسها بنفسها .. ويحاكي كل مابها بما فيها ..


عندها أتت ..

فوقفت على أعتاب المسرح .. خلف الكواليس .. تنتظر دورها للخروج .. لتغني لهم ..


فأتى الحيارى .. و أتى السكارى .. و أتى اليتامي ..

حاملين أقداح أشواقهم وكؤوس أمانيهم ..

أملا بسقيى من طبيعتها ..

فليست أنهارها هي التي فقط تروي ..

فكل مابها يروي .. بل بعض تضاريسها يعطي عطاءا من لا يخشى الظمأ ..


فجلسوا على أعتاب المسرح .. ينتظرون سقياهم ..

ليس هناك قاسما مشترك بينهم .. سوى الحاء والباء ..

اختلفوا بالمعاني .. وتفرقوا بالأماني .. واجتمعوا على الحاء والباء ..

وما أجمله من ألفة .. وإجتماع ..


وعند الوعد الموعود .. أسدل الستار ..

فلم يروها ..

عندها .. عزمت الفرقة الموسيقية بالدخول ..

فدخلت واحدا تلو الأخر ..


فدخل القلب .. ممسكا ب " عوده " ..

فجلس ..

وشد أوتاره ..

وأرخى صدره .. محتظنا " عوده " ...


ثم دخل السكر .. ممسكا ب " كمانه " ..

فجلس على يمين القلب ..

فشد أوتاره ..

أرخى عنقه .. نائما على " كمانه " ..


ثم أتى القمر .. ممسكا ب " نايه " ..

فجلس على يسار القلب ..

مفرغا فتحاته ..

وألان أنامله .. معانقا " نايه " ..


ثم أتى الجمال .. فجلس على " البيانوا " ..

أتى وتتساقط الدموع على وجنتيه .. كالندى ..

فهو الوحيد الذي يعلم ما بهؤلاء من ظمأ .. وهو الوحيد الذي يعلم مابها من سقيا ..

فجلس بعيدا عنهم .. متمعنا بآلته .. وكأنه يتفكر بحالهم .. بعد سقياها !!!


ثم أتى الحب .. فجلس على آلته ..

فهو من يعلمها ويجيدها .. فهي عنده كاللعبة .. لايفقهها إلا هو ..


فجلس على آلته .. على " قانونه " .. متقدما على الجميع .. فهو سيدهم ..


وبعد لحظات ..

بدأت الحفلة .. وبدأ العزف .. وهي تنظر من خلف الستار لهم ..


لم يكن فقط مجرد عزف .. بل كان يحمل أكبر من تلك المعاني ..

فكان كالحوار .. بين أصحاب تلك الآلات ..

فالكل يدندن على هواه .. وعلى أوتاره ..

الكل شاكيا لحاله .. منطلقا بلسانه ..

فكان كالحوار .. يبدأ أحدهم فيرد عليه الأخر مكملا لكلامه .. غير مقاطعا له ..

بل زائدا عليه ..

فبدأ العزف .. بل بدأ الحوار .. بل بدأت الشكوى !!!


فابتدأ القلب .. نازلا بيده على أوتاره ..

وبدأ يعزف ألامه .. ويشكو أحزانه .. ويشتاق لأفراحه ..

فبدأ ..

يقسم على أوتاره أجمل ألحان النبض ..

فتارة يجرح بوتر .. ويقتل بآخر ..

وتارة يؤلم بوتر .. ويدمي بآخر ..

وتارة يوجع بوتر .. ويقطع بآخر ..


وهو على ذلك ..

إذ يدخل بالحوار .. السكر .. ب " كمانه " ..

فابتدأ يطرب الجمهور بأوتاره .. مكملا لحديث القلب ..

مؤيدا له .. بطريقته الخاصة ..

القلب يقسم ب " عوده " بنغم خفيف .. والسكر يلحن ب " كمانه " بنغم أعلى ..

ما أجملهما ..

فبدأ السكر .. بالتلحين ..

فتارة يضمد بوتر .. ويداوي بأخر ..

وتارة يذكر بوتر .. وينسي بآخر ..

وتارة يكتب بوتر .. ويمحي بأخر ..


تناغم عجيب .. ومقطوعة كالسحر .. تنثر روعتها على رؤوس الأشهاد ..


وبدأ بعد ذلك القمر بالعزف .. مكملا لحوار من قبله .. فمسك ب " نايه " وعزف ..

فبدأ يعطي صورا من ملامح تضاريسها ..

فتارة يغمز بفتحة .. ويوصف بأخرى ..

وتارة يوحي بفتحة .. ويسكت بأخرى ..

وتارة يتمنى بفتحه .. ويعجز بآخرى ..


وعندها من غير مقدمات دخل الجمال .. فعزف على البيانو ..

وأجاد بحواره .. وأثنى على كلامهم ..

وأفاض من محاسنها .. ومن جزيل تضاريسها ..

فحرك الوجدان .. وأسكن الغليان ..

فمن غيره يجود بذلك .. وهو القريب المقرب !!


ثم صمت الجميع ..


وبدأ الحب بالعزف لوحده .. على قانونه ..

فعند قانون الحب ..

يصبح الظلم .. عدلا ..

وتنقلب اللائحة .. إلى دستورا ..

وتتحول الديمقراطية .. إلى ديكتاتورية ..

ويكون قانون الجزاء .. قانون العطاء ..

وتصبح قاعدة التعسف في استعمال الحق .. إلى قاعدة الإستمتاع في استعمال الحق ..

ويلغى الإعدام بسبب القتل العمد .. إلى البراءة بسبب الدفاع الشرعي ..

وتتبدل السجون .. بالأحضان ..

وتستبدل التحقيقات .. بالتسامحات ..

وتتغير الظروف الطارئة .. إلى ظروف نائمة ..


وكل من تسول له نفسه ويخالف قانون الحب .. فسيعلن الحب تجاهه الأحكام العرفية !!


ومع هذا .. إلا أن هناك مكان فارغا في تلك الفرقة ..

فلم يأتى الكورال !! ... فالكل يتساءل من سيغني خلفها !! ..


وبعد لحظات ..

دخل الجواب على السؤال .. وتقدم .. ووقف مكان الكورال ..

واذ هو ... العقل !!!

فالعقل أتى ليردد ورائها ..




فماذا قال !!!

ومن ذاك الذي دخل فجأة بالمسرح !!

وماذا فعلت هي !!
" تضاريس بين الحاء والباء - الجزء الثالث "



-----------------------------------------------------------------------------



يقول بوشداد و بوشداد صادج : -
-----------------------------------------------------



ولولا فتاة في الخيام مقيمة لما اخترت قرب الدار يوما على البعد
مهفهفة والسحر من لحظاتها إذا كلمت ميتا يقوم من اللحد
أشارت إليها الشمس عند غروبها تقول إذا أسود الدجى فاطلعي بعدي
وقال لها البدر المنير ألا أسفري فإنك مثلي في الكمال وفي السعد
فولت حياء ثم أرخت لثامها وقد نثرت من خدها رطب الورد
وسلت حساما من سواجى جفونها كسيف أبيها القاطع المرهف الحد
تقاتل عيناها به وهو مغمد ومن عجب أن يقطع السيف في الغمد
مرنحة الأعطاف مهضومة الحشا منعمة الأطراف مائسة القد
يبيت فتات المسك تحت لثامها فيزداد من أنفاسها أرج الند
ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد
وبين ثناياها إذا ما تبسمت مدير مدام يمزج الراح بالشهد
شكا نحرها من عقدها متظلما فوا حربا من ذلك النحر والعقد
فهل تسمح الأيام يا ابنة مالك بوصل يداوي القلب من ألم الصد




وتحياتي ..
ويسلموااااااااااااااااااااااااا :)

السبت، 18 يوليو 2009

* تضاريس بين الحاء والباء *








" الجزء الأول "

تضاريس بين الحاء و الباء !!
--------------------------------



لم تعد كلمة تضاريس مقتصرة فقط على تلك الطبيعة الخلابة ..

لم تعد فقط هي الأنهار والبحار ... هي الجبال والوديان ... هي السماء والصحراء ..


لم تعد بعد اليوم كذلك .. عالأقل بالنسبة لي ..

فقط من اليوم .. فهمت من كلمة تضاريس ما لم يفهه غيري ..

وقفت تلك الكلمة على باب اللغة .. مخاطبة كل الكلمات ..

ها أنا اليوم بين أيديكم .. أعلن لونا جديدا لي ..

تضاريس تشبه تضاريس الطبيعة .. باللفظ والجمال فقط ..

أما عند وصفها وتفاصيلها .. فالتقف تضاريس الطبيعة عاجزة .. عن تلك الطبيعة !!!

فليسكت صفاء السماء ... إذا ماتكلمنا عن صفاء تلك الطبيعة !!

و لتصمت عذوبة الأنهار .. إذا ماتكلمنا عن عذوبتها !!

وليلجم هدوء الليل .. إذا ماتكلمنا عن هدوئها !!

ولتعجز حرارة الصحراء .. إذا ماتكلمنا عن حرارتها !!!

ولتجلس هامات الجبال .. إذا ما تكلمنا عن قوامها !!



تلك التضاريس الطبيعية التي أعنيها ... وما أعجزني عند الوقوف أمامها !!!


حرت .. وقد إحتار من قبلي .. وسيحتار من بعدي .. في وصف تلك التضاريس ..

فالكل هام بها وصفا ..
وأجاد بها شعرا ..
وعبر عنها نثرا ..

الكل ... ولكن .. الكل عجز !!!

وها انا أقف عاجزا !!!


فما معنى الإشارة .. إن لم تكن إليكي ..

وما معنى النظرة .. إن لم تكن فيكي ..

وما معنى الكلمة .. إن لم تكن عنكي ..

وما معنى اللمسة .. إن لم تكن عليكي ..

وما معنى الغرام .. إن لم يكن منكي ..

وما معنى الطبيعة .. إن لم تكن انتي ..
وما معنى التضاريس .. إن لم تكن فيكي ..


وما معنى الجنون .. إن لم يكن انتي !!!



كيف لا .. وقد أتت ومعها الجميع ..

الغرام محلقا على يمينها ..
الهيام سابحا على يسارها ..
العشق نائما تحتها ..
القمر ساطعا نوره من فوقها ..
الأماني تختبئ من خلفها ..
السكر يترنح أمامها ..
والجمال ..
والجمال منتثرا يقبل قدميها ..
هي .. ومن غيرها تكون الطبيعة !!


عند ذلك .. أتى الحيارى .. راجين نظرة من الأماني .. تنتقل بهم إلى كف الحقيقة ..

فقط يقتصرون على الأماني .. هي زادهم .. يحييون بها ويموتون عندها .. حيارى !!!

بل هم فقراء الأمل .. ولكنهم أغنياء الأماني !!!

أتوا بأقداح أشواقهم و كؤوس أمانيهم .. أملا بسقيا من تلك الطبيعة تروى عطشهم ..

تذهب ظمأهم .. حتى لو ملأت نصف القدح .. بل ربعه .. بل قطرة تحييهم بعد موتهم !!

ليس فقط أنهارها هي التي تروي .. بل جميع تضاريسها يفي بذلك .. بل وبعضها يزيد

على معنى الرواية الكثير من المعاني !!


فهم حيارى تارة .. وعطاشى تارة .. ويتامى تارة .. وسكارى دائما !!

فحالهم كحال ورقة .. سقطت من أعالي الغصون .. تترنح يمنة ويسرة .. وهي تتهاوى !!

الكل ينظر لها وكأنها مسكينة .. وهي تنظر إليهم وكأنهم مساكين !!

فهم لم يعلموا شعورها وهي بين أحضان الهوى .. وسكر الهوى !!

تتساقط وهي مبتسمة .. متمنية للجميع بالسقوط .. وهل هناك أجمل من السكر بين

أحضان الهوى !!

وقفوا ينتظرون الراوي .. وبيده سقياهم .. فماذا فعلت تلك الطبيعة بهؤلاء ؟

وماذا فعلوا بها ؟ ... ومن ذاك الشخص الذي أتى فجأة !!!


" تضاريس بين الحاء والباء – الجزء الثاني "



وتحياتي ..

ويسلمواااااااااااااااااااااا :)
---------------------------------------------------------
بوطبيلة مسافر هالصيف .. ماخذ اجازة نقاهه :)
بيكون بداله بوشداد " عنترة " .. راح يونسكم بأشعاره وقصصه :)
يقول بوشداد وبوشداد صادج :-
زار الخيال خيال عبلة في الكرى لمتيم نشوان محلول العرى
فنهضت أشكو مالقيت لبعدها فتنفست مسكا يخالط عنبرا
فضممتها كيما أقبل ثغرها والدمع من جفني قد بل الثرى
وكشفت برقعها فأشرق وجهها حتى أعاد الليل صبحا مسفرا
عربية يهتز لين قوامها فيخاله العشاق رمحا أسمرا
يا عبل إن هواك قد جاز المدى وأنا المعني فيك من دون الورى
يا عبل حبك في عظامي مع دمي لما جرت روحي بجسمي قد جرى
يا شأس جرني من غرام قاتل أبدا أزيد به غراما مسعرا
يا شأس لولا أن سلطان الهوى ماضي العزيمة ماتملك عنترا

الأربعاء، 1 يوليو 2009

*موعدنا الإنتخابات القادمة *



موعدنا الإنتخابات القادمة !!!

------------------------------


بعيدا عن الأسباب والمزايدات التي تمت خلال الثمانية أيام التي فصلت بين جلسة الاستجواب وطرح الثقة ، وعن البحث عنها بين التراكمات السياسية ، وكون هل السبب يرجع إلى استعجال البراك في تقديمه للاستجواب أم إلى إدخال محورين ضعيفين إلى حد ما ، وهو ما جعله البعض " برقعا " للاختفاء من وراءه بحجة عدم ارتقائهما إلى مستوى طرح الثقة بوزير ، وغيرها من الأسباب العديدة والمديدة ... بعيدا عن هذا كله فمن الجدير بالملاحظة بل والتمعن فيه هي الإفرازات التي خلفتها جلسة طرح الثقة ، وعن مواقف بعض النواب الذين تعروا أمام أعين الشعب ، وهم مفتخرين بأنهم هم - أي الشعب - من أوصلهم للمجلس .. وها نحن نجعلكم مفتخرين بنا اليوم !!!

اليوم ، وبالطبعة السادسة على التوالي والتوازي ، خرجت لنا حكومة أثبتت بعد زمن من التردد والمهانة أنها لم تعد تلك الحكومة الهشة التي تميل مع كل نسمة تحمل كلمة استجواب ، ولم تعد مترددة حول ثقة النواب بشأن مواقفها وتأيدهم لها ، بل أصبحت على العكس تماما .. اليوم نجد حكومة تهدد كل من تسول له نفسه بأن يتجرأ ويدعي إخفاقا من قبل إحدى الوزارات .. جاعلة أمامه هذا الرقم الجميل من الأغلبية البرلمانية .

ومن الواضح أن الاستجواب خلف وراءه تصادمات لا أول لها من أخر ، بين الشعب المسكين الذي يقف خلف أبواب القرار ، مع من كان واثقا منهم مِِِِن مََََن أياديه في الداخل ، ولا يقتصر هذا التصادم فقط على ذلك ، بل امتد ليشمل شعور ذلك الشعب الغاضب على تلك الحكومة التي كانت ومازالت يراها تعبث بأمواله وتستهين بشعوره ... وبذا لم يعد الأمر هو حصد الحكومة لثقة النواب لنيل شرف التصفيق ، بل أصبح الأمر اليوم وهو في بالغ أهميته هو ثقة الشعب لنوابه .. والسؤال هنا هل نالوا بتلك الممارسات هذه الثقة .. أم أنهم تبروا منها و لا يتشرفون بها ؟ !!!!


لا أكاد أستصيغ - بل أكاد أتقيأ – من تلك الأعذار و الأقنعة التي لبسها البعض لكي يخفي قبح صورته ورائه ، مسببا بذلك وجود هذا القناع !!

ما حجة الحديث حول شرف ونزاهة ونظافة الوزير المستجوب ، وعن علو أخلاقه وسمو معاليه !!! .. وشأن هذا الاستجواب !!! .. هل أنا لم أفهم الاستجواب أم أن البعض قصد تجاهله !! ... ألم يكن الإستجواب محددا بمحاور ثلاث لا يخرج منها ، ألم يكن الاستجواب مدعما بأدلة تنهك رؤوس من الإبل وليس رأس واحد !! .. ألم يكتفي هؤلاء لدحض حجتهم الواهية والتي على شاكلتهم 5 ملايين دينار أغتصبت من المال العام !!!
ألم يقر الأغلب بل قد يكون الجميع بخطأ تلك الإجراءات المتبعة !! .. إذا لماذا هذه المكابرات على عقولنا بحجة أن الوزير أعلمه وأعرفه أنه شخص يشهد بنظافته !!!

وكم تمنيت أن الأمر توقف عند هذا القناع .. بل تفنن الجميع بلبس أقنعة في غاية السذاجة و في أبدع الحياكة .. مدعين أن الاستجواب فيه اصطفاف قبلي وطائفي ، وان من وراءه نيات خبيثة غاضبة نتيجة ان الوزير طبق القانون بحذافيره مستشهدين بوقائع سابقة ، وهذا ما جعل البعض يصف من اجل طرح الثقة بالوزير !!

وهذا ما أراه والله لفي غاية الحمق !!

ألا يعي هؤلاء ماذا تعني كلمة حق من دون أي نزعات شخصية قبيحة !! .. أليس من الواجب أن يتبع الحق بغض النظر عن صاحبه !! .. أليس الحق أحق أن يتبع !!! أم أنهم أرادوا الهروب فقط من الساحة بأي عذر ما !!!

بات من الواضح أن الشأن السياسي اليوم بين النواب يحمل الكثير من ما تحمله النفوس الباطنه ، من عداوات شخصية سابقة وتجاه مواقف متضاده .. وهذا واضح من حده وتيرة الحوار البرلماني بين النواب وضرب احدهم الآخر بعيدا عن الموضوعية .. وبالتأكيد بعيدا عن الحق !!

قد يظن البعض أن مشكلة الاستجوابات قد انتهت بانتهاء هذا الاستجواب ، وهو ما سيجعل البعض في المراحل القادمة يفكر كثيرا ومليا وراء التقدم باستجواب .. قد يكون هذا صحيح على الأقل بالنسبة لعدد النواب .. ولكن لن يكون بالتأكيد لنوعية جميع النواب .. فمازال البعض من النواب يحمل بجعبته الكثير من القضايا الحساسة بالشأن السياسي للدولة .. وباعتقادي أن من يحمل هذه القضايا سيكون له دافعا كبيرا هذا السقوط للاستجواب .. إلى أن ينتصر أحدهم أخيرا .. وبالتالي قد ينسى البعض بعد حين هذه المرحلة ولكن بلا أدنى شك لن ينسى الشعب الكويتي من قطع صوته داخل قاعة النداء !!!

للأسف وبكل ندم أقول أن صياغة كلمات " عدم حسن الإختيار " قد ابتدأت كتابتها .. من بداية هذا المحك !!! ... وللأسف يراودني الشك أن نسبة التغيير التي صاحبت الانتخابات السابقة والتي كان الأغلب متفائل بها بدرجات عاليه .. أصبحت اليوم على قدر من الشفافية الواضحة أمام أعين الشعب .. وهي بهذا تخط بيدها نهاية طريقها إن لم تصححه في الأيام المقبلة .. ومع هذا فإن الأمر يحتاج الكثير من التضحيات والاختبارات التي ستكشف لنا يوما بعد آخر هذه الشفافية !!!!

ومن جانب اخر على قدر من الأهمية البالغة .. وعلى أطلال الانتخابات السابقة .. وقفت جميع الحركات والتجمعات السياسية على نقطة مهمة لمراجعة مدى قبولها وانحسارها لدى الشارع السياسي .. وهو الأمر الذي جعل الكثير من الحركات والتجمعات السياسية تعيد جدولة بنائها الداخلي و إعادة صياغة أبجدياتها السياسية .. و بذا كان من اللازم عليها بمستوى حساسية هذه المرحلة أن تستعد لأي اختبار شعبي لها وعلى قدر من القناعة والأدلة .. إلا أن ما أراه أن أغلب - إن لم يكن الجميع - التيارات السياسية أثبتت فشلها الذريع من موقفها تجاه الاستجواب .. فقد رأينا كيف أن البعض لم يصرح بأي بيان حول هذه المسألة .. وتأخر الأخر إلى يوم جلسة طرح الثقة وفاجأ الجميع .. والبعض الأخر تفارق بمواقفه وتناقض إلى حد الإزعاج .. وهذا ما دللت عليه أيادي الثقة وطرحها !!!

بالنهاية أقول أن الأمر حول الحديث عن نتيجة الاستجواب والتكهن بآثاره المستقبلية يطول شأنه .. وتكثر تحليلاته وأسبابه ..إلا أنني باختصار شديد أستطيع أن أقول أن الاختبار الأول فشل بموجبه الكثير من النواب .. وان لم يصححوا موقفهم في الأيام القادمة تجاه شأن الشارع السياسي فأستطيع أن أجزم أن الجميع سيقول " موعدنا الإنتخابات القادمة " !!!!



-----------------------------------------------------------------------




على الهامش :-


لا للوطن !!!

و لا للخرافي وإدارته السيئة للمجلس !!!



-----------------------------------------------------------------------


نغزة بوطبيلة
-----------------


انا : اقول بوطبيلة ؟

بوطبيلة : ها شتبي !!!

انا : شفيك ياخوك معصب وشايل الدنيا فوق راسك !!!

بوطبيلة : يعني عاجبك الي صار بالاستجواب !!!

انا : ياعمي والله عبالي عندك سالفة .. شدعوة اول مرة عاد !!!
اقول شرايك أقولك غطاية من الي يحبونها قلبك !!


بوطبيلة : وليه .. وقته انت وغطاويك !! .. قول بالله قول !!

انا : يقولك " شنو الشي الي يشوفه العمي " !!!

بوطبيلة : شي يشوفه العمي !!!! .. ياه ... ااااهههه .. هذا مو الحلم !!!

انا : لا !!!

بوطبيلة : عيل شنو بالله !!

انا : خمس ملايين ينباقون جدامه اشكره !!!!





وتحياتي ...

ويسلمواااااااااااااااااااااااااا :)

الإستجواب .. أول بأول !!!



الإستجواب أول .. بأول !!
---------------------------------



س 10 توافد النواب .. وكان اولهم مبارك الوعلان .

س 10.40 جلوس النائب القلاف وهو اول النواب جلوسا .. وكان مفاجأة لان الجميع كان يظن عدم


تواجده بسبب سفره للعلاج بالخارج !!!



س 11 : إبتدأت الجلسة .


( المعتذرين عن الحضور : جابر المبارك وزير الدفاع – والنائب خالد سلطان بسبب سفره ) .


ابتدأت الجلسة وفقا لما تنص عليه اللائحة الداخلية .. وهو أن تبدأ جلسة طرح الثقة بكلام اثنين من المؤيدين


و اثنين من المعارضين .




تكلم عن المؤيدين :

- النائب غانم الميع :

( كلامه إلى حد ما جيد .. وكنت أظن ان يتكلم شخص أقدر منه ) .


- النائب مبارك الوعلان :


( تكلم عن بعض المغالطات التي تحدث عنها الوزير بدفاعه ) .



تكلم عن المعارضين :


- النائب القلاف :

( كان كلامه جميل ولكن خارج المحاور والاستجواب .. استطيع ان اصفه هو تحليل للاستجواب بعيدا عن محاوره !! .. وهو ما جعل الخرافي ان ينذره اكثر من مره بان يتكلم وفق المحاور الثلاث ولا يبتعد عنها بقدر المستطاع .... بالاضافة انه مد له في وقته ! .



- النائب المويزري :

( كان كلامه من القلب إلى القلب .. أي كما يقال " على نياته " .. وصف شعور الذي قد يكلف الكثير ومنها زوال عرشه الأخضر .. إلا انه كما يقول الاهم هي مصلحة الكويت .. واشاد بالوزير الخالد ) .



بعض الطرائف التي حدثت اثناء الحديث :

- الخرافي : يالقلاف التزم بالمحاور الثلاث .. رجاء .

- القلاف : مو شسوي .. الوقت خنقنه !! .

- الزلزلة : طيب الله انفاسك !!

- القلاف : وانفاسك سيدنا .. على راسي !!




- نقطة نظام النائب خلف دميثير : " سيدي الرئيس ورد بالحديث ألفاظ لا تليق ويج شطبها .. ومنها كلمة "


معالي " وهي من المصطلحات العثمانية !!؟؟!! .. ويجب الكلام باللغة العربية " .




بعد الحديث تقدم خمس نواب وعلى رأسهم النائب : رولا دشتي ، بطلب زيادة عدد الأعضاء المتكلمين إلى


ثلاثة .. أي اضافة واحد للمؤيدين .. وواحد للمعارضين ... وتم الموافقة عليه .


تكلم عن المؤيدين :

- النائب . بورمية .

وعن المعارضين :

- النائب : رولا دشتي .




بعد ذلك تم دعوة الأعضاء جميعا للتواجد داخل القاعة للبدأ بالتصويت على طرح الثقة !!



- التصويت بالنداء بالإسم :-

المؤيدين وعددهم ( 16 ) نائب ، وهم :

- أحمد السعدون .
- الصيفي مبارك .
- جمعان الحربش .
- حسين مزيد .
- خالد الطاحوس .
- سالم نملان .
- سعدون حماد .
- ضيف الله بورميه .
- علي الدقباسي .
- غانم الميع .
- فلاح الصواغ .
- فيصل المسلم .
- مبارك الوعلان .
- محمد هايف .
- مسلم البراك .
- وليد الطبطبائي .


الممتنعين عن طرح الثقة 2 :

- أسيل العوضي . - حسن جوهر .





والبقية كانوا معارضين لطرح الثقة وعددهم 30 نائب .





بعد تأكيد الثقة بالوزير ضجت القاعة بالتصفيق تهنئة للوزير .


تكلم الوزير بعد ذلك شاكرا النائب البراك بالاضافة للمؤيدين والمعارضين لطرح الثقة .


تكلم البراك عن انكار القول من البعض حول ان الاستجواب فيه اصطفاف قبلي والدليل على ذلك وقوف

بعض النواب من ابناء القبائل معارضين لطرح لثقة .. هنا خرج النائب القلاف معارضا مسلم البراك داعيا له بالكشف

عن من تحدث بذلك .. وأصبحت القاعة بعد ذلك تضج بالصراخ والكلمات البذيئة بين القلاف للبراك وخرج بعض

النواب مؤيدا له رافعا صوته .. وفي المقابل أيد الراشد كلام القلاف رافعا صوته كذلك !!




وعندما وصلت درجة الحوار إلى هذا الحد رفع الرئيس الخرافي الجلسة .


باعتقادي ان النتيجة التي وصلت اليها الاستجواب تحمل الكثير من المفاجاة والتغييرات الجذرية التي ستعلو في

الأيام المقبلة على المشههد السياسي .. وسأبينها بالمقال القادم ان شاء الله ... منها : قوة الحكومة تجاه اي

استجواب قد يهددها .. عدم وجود الاصطاف القبلي المعهود سابقا .. !!!




مراسلكم من قبة البرلمان ...

كويت الخير :)



وتحياتي ...

ويسلمواااااااااااااااااااااااااااااااااااااا :)

الأربعاء، 24 يونيو 2009

ياك يا مهنى ماتمنى



ياك يا مهنى ما تمنى
----------------------


مازلت أتنفس تلك النسائم الجميلة التي تغدو عليَََََ بين فينة وأخرى من عبق ماضينا الجميل من الأمثال الكويتية الضاربة في أعماق التاريخ ... ومازلت أجد فيها ذلك الصفاء الهادئ وأنا أقلبُُُ صفحاتها .. ومع هذه الأنفاس الهادئة يتعرضني بعض ما يكدر صفو تلك النسمات ..

فقد بينت في مقال سابق لي أنني لطالما وجدت تلك المتشابهات والمفارقات بين أمثالنا الجميلة وبين المشاهد السياسية التي نراها صبيحة ومسيئة كل يوم ..

لذلك أجد لساني يُُطلق عََنانه كلما رأت عيناي ما يستوجب تلك المتشابهات .. والتي أجد لزاما علي أن أضعها بين أيديكم ..


" ياك يا مهنى ما تمنى " ..

هذا ما جاد به لساني إزاء ما نراه من مشاهد سياسية عالأقل خلال الأسابيع الماضية .. وخصوصا في مسألة إستجواب النائب مسلم البراك لوزير الداخلية جابر الخالد ..


و أنا هنا لست بصدد بيان تحليل الإستجواب سياسيا أو ما جرى خلال أروقة جلسة الإستجواب .. ولست بصدد التكهن لما سيحدث من وراء ستار الأيام المقبلة حول الحديث عن مسألة طرح الثقة بالوزير .. ولكن ما وددت التطرق إليه في هذا المقال هو وجهة نظر متواضعة بسيطة حول موضوعية محاور الإستجواب بناء على ما شهدته خلال جلسة الإستجواب والتي كنت من حاضرينها ..

يستند الإستجواب على ثلاثة محاور، حول ثلاث مسائل تفصيلية منها ما شهدناه خلال قبيل الإنتخابات وبعيدها .. ومنها ما شهدناه خلال دور الإنعقاد السابق .. وبهذا سنتطرق إلى ثلاثة أمور لبيان وجهة النظر حولها ..

كان المحور الأول يدور حول مسألة صفقة الإعلانات الإنتخابية لوزارة الداخلية في إنتخابات عام 2008 م ، وفي الحقيقة كان هذا المحور هو الوتر الرئيسي الذي كان يُقًًًًًسِِِم عليه البراك أغنية إستجوابه .. وكان بين حين وأخر يعزف أغنيته على آلات متعددة الأغراض والنوايا .. وفجأة يعود إلى وتره الجميلة ويطربنا فرحا بسقوط من كان يدندن على هذا الوتر سابقا ..

وبكل تأكيد تألق البراك في هذا الوتر الذي يتقنه بشهادة العدو قبل الصديق .. والذي تراقص عليه لاحقا نواب طرح الثقة .. فلطالما كان البراك يعشق سنفونية الأموال العامة وحرمتها ... و لطالما كان هو عراب تلك السنفونية ..

وبعد هذا العزف الجميل الذي أبكى من هم في الصفوف الأولى وهم يُُطأطِِئون الرأس ... وفي نفس الوقت ملأ شدقي من هم في الصفوف المتأخرة وهم يترنحون يمنة ويسرة رقصا على دموع من هم أمامهم !!!

وانتهت تلك المقطوعة بنهاية مضحكة مبكية .. فمضحكة كون وجدنا من يقف في وجه تلك الأصوات النشاز في أغنية الكويت .. ومبكية بكون أنه لازال هناك من يدندن على هذا النشاز في تلك الأغنية ..


وكان المحور الثاني يدور حول مسألة وضع الكاميرات في ما يطلق عليه " ساحة الإرادة " .. التي أطلق عليها الوزير كاميرات بحجم " رأس البعير " .. وفي هذه المقطوعة تبادلت آلات الطرفين في جذب أنظار المستمعين .. على مشهد كل ٌيدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك .. وعلى نغم حريات الشعب للبراك وقمعها بتلك التصرفات البوليسية .. وعلى نغم الأمن للخالد بتلك الإحترازات التي تنصب أولا وآخرا في مصلحة الشعب ..

وبذا أجد شخصيا أنه لا مناص من الإعتراف حول أحقية تلك الكاميرات وأهميتها لحفظ أرواح البشر .. ولتطبيق القانون على مسطرة المساواة .. مغضين أطرافنا عن تلك المشاهد التي تحكي التمسك بالحريات التي تسبح بعكس تيار القانون والأمن .. خصوصا متى علمنا أن تلك الكاميرات موصولة بجهاز الشرطة وليس أمن الدولة كما يدعي البعض ..

وانتهت تلك المقطوعة بنهاية تنبئ بحالة من التكافئ في كفتي ميزان الإستجواب .. وبهذا أرى أن الوزير كان مقنعاًًً بدرجة أكبر من البراك الذي كان متشدقا بحبل دور الشباب بشكل عام وخصوصا في هذه الساحة مدللاًًًًً بدواوين الأثنين !! .


وهنا ابتدأ العزف حول المحور الثالث وهو مسألة الإخلال بسير العملية الإنتخابية .. والتي رأى البراك قصورا واضحا وخجولا من الوزير حيال تلك الممارسات التي مارسها البعض في تلك الفترة والتي أخلت بتلك العملية بوضوح الشمس .. والتي كان من المفترض الأخذ بها على محمل الجد وعدم الإقتصار بمساعي قصيرة اليد خجولة غير كافية ومطمئنة لطمس تلك الممارسات .. بل وقطعها متى ما إستوجب الأمر ذلك !!

إلا أن هذا الأمر مرتبط بحدود القانون وهو الكفيل بوضع نهاية لتلك الممارسات .. إلا أنه بقصور بسيط من القانون لم يكن هناك نص يمكن به تطبيقه .. وحيث ان القاعدة العامة تقول " لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص " .. وهو الأمر الذي جعل الوزير يقف مكتوف الأيدي حيال تلك الممارسات والتي وقف أمامها عاجزاًًً بعجز القانون وليس بعجز اليد !!!


وهنا نستطيع القول أن الوزير رجحت كفتاه في هذا المحور .. وهو ما جعل من بالصفوف الأولى يتكهنون بقراءة الإستجواب بعين الإنتصار ..

إلا أنه بنهاية كلام المستجوب والمستجوَََب ، ومروراًًًً بحديث نواب المؤيدين والمعارضين والذي لم يروق لي شخصيا سوى كلام النائب علي الراشد وكلام النائب أحمد السعدون .. أما بقية المتحدثين فلم أجد ما يستحق الحديث عنه .. بدأت عملية تقديم طرح الثقة التي تم تقديمها من قبل عشرة نواب ومنهم سعدون حماد والذي فاجأ الجميع .. وعندها بدأ العد التنازلي وصولاًًً لساعة الفصل في يوم الأربعاء القادم ..

و إزاء ما تقدم أستطيع القول أن الوزير وفق في الرد على محورين من أصل ثلاثة .. إلا أن هذا الأمر لم يستصيغه البعض وهم المدندنين على المحور الأول .. وفي الحقيقة لهم الحق في ذلك .. فمن يطلع على المفارقات في عملية صفقة الإعلانات المشبوهة في عام 2008 و 2009 ، سيجد من الواضح أن الأمر تدور حوله الشبهات الكبيرة والتي من شأنها الإطاحة بوزير ، فلك أن تكذبني بهذا إذا صدقت أن خلال أقل من سنة تحولت الصفقة من 5 ملايين إلى 99 ألف دينار !! حدث العاقل بما يعقل !! .

إلا أنني لا أخفيكم أنني مع تأييدي التام والكامل للمحور الأول والذي أكاد أن ألغي دور المحورين الأخرين الذي وفق بهما الوزير ، من أجل عين المحور الأول ، والى حد هنا أقف بجانب مسلم البراك مؤيداًًً لإستجوابه .. إلا أنه وللأسف لا أكاد أن أهمش من له دوارًً أهم من هذا وذاك !! وهو الدستور والقانون !! .

فالمحور الأول تعتريه شبهات دستورية من شأنها أن تهدم ما تأسس عليه من جرائم واضحة وصفقات مشبوهة ، وهو ما يجعلني وللأسف أبتعد صف البراك مقتربا لصف الخالد !!

فاحترامي للدستور والقانون والذي يمنع بشكل واضح مسائلة وزارة قائمة عن أعمال وزارة سابقة .. وهذا ما دللت عليه المحكمة الدستورية بحكمها بعدم الجواز حول مسائلة الوزير عن أعمال وزير سابق .. وهذا ما لا يمكن قبوله لأي سبب كان ! ، فمع أن الحق يصف بجانب البراك إلا أن الدستور والقانون يقف بجانب الخالد ، ومن أجل الوفاء بإحتكامنا للقانون والدستور والذي جعلناه ملاذنا لإقامة العدل والحق بناء على إجراءات يجب أن تؤخذ بحذافيرها الحلو منها والمر !!

ولذا كان لزاماًًً علي أن أقبل بمر الدستور و مهمشاًًً لحلو الحق !!



فعذراًًً للبراك والسعدون وللحق الذي أراه امامي .. إلا أنني أحترم الدستور والذي يجب أن يظل محتفظا لمكانه حتى ولو كان ظالماًًً !! ..



--------------------------------------------------------------------------------


نغزة بوطبيلة
" 3 - 0 دكتورتنا "

وتحياتي ..

ويسلموااااااااااااااااااااا :)