الاثنين، 15 يونيو 2009

أبجديات إيرانية









أبــجــديـات إيــرانـيــة
----------------------



بات من المؤكد أن الإنتخابات الرئاسية الإيرانية السابقة لم تكن يتيمة النشوء ، ولم تعد تجلس وحيدة منعزلة عن المشهد العالمي بالرغم من أحداثة اليومية ، فمن الواضح أن الإنتخابات السابقة نالت صدى واسع على الساحة السياسية العالمية وهو ما جعل الجار الأول من الدول العربية إلى الجار السابع من الدول الغربية يجلسون مستمعين ومشاهدين لما تنتج عنه الأنامل الإيرانية الجميلة منها والقبيحة ، والتي كتبت لنا فوز محمود أحمدي نجاد بكسبة لنسبة 63 % من مجموع عدد الناخبين الذي تجاوز عددهم 45 مليون ناخب ، والذي حصد منها المرشح الفائز على عدد 22 مليون صوت .

وبغض النظر عن مدى شفافية سير العملية الإنتخابية وعن مدى تنافسها الشريف والذي بدوره صرح المرشح الخاسر والذي إحتل ثانيا مير حسن موسوي عن وجود بعض الشبه التي إعترت الإنتخابات والتي بلغت نسبة التصويت فيها مايجاوز 85 % ، وبغض النظر عن مدى تقبل الشارع الإيراني للنتيجة الديمقراطية والذي شهد بعض الصور الغير لائقة للإعتراض ، فإنه من الجدير بالملاحظة والذي لا تستطيع العين أن تغض بصرها عنه أن الإنتخابات الإيرانية لم تدخل على العالم من الباب الخلفي متسترة عن أعين العالم ، بل على العكس تماما فما أن ولدت الإنتخابات مولودها الجديد إلا ووجدنا الكثير من رؤساء العالم يخرج وينهل دور الصحف ووسائل الإعلام بويل من التصريحات بشأن هذا المولود ، فتارة تصرح إسرائيل عن وجود خطر يكمن من وراء هذه النتيجة ، وتارة يخرج حزب الله فيعبر عن بالغ سعادته عن الديمقراطية الإيرانية ، وتارة يظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببدلته الكحليه وكرفتته السماويه ويمد يداًًًً جديدة لإيران تختلف عن التي مدت من قبل !!!.

وأنا هنا لست بصدد تحليل سياسي عن ما أسفرت عنه العملية الإنتخابية للرئاسة الإيرانية ، والتي بالتأكيد بدورها ستعكس عن لهجة الخطاب للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأيام والسنوات القادمة ، ولست بصدد بيان أثر هذه النتيجة على الصعيد العربي والعالمي ، فخبرتي ومعلوماتي البسيطة والمتواضعة بشأن هذا الأمر لم تتجاوز أشهر بعدد أصابع اليد الواحدة التي لا تصفق .. ولكن بالتأكيد تصفع !!!

إذاًًًًً ما وودت أن أشير إليه في هذا المقال البسيط المرهون بين أيديكم ، هي بعض الأبجديات في النظام الدستوري وبعض الملامح التاريخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ... وما جعلني أفكر بهذا هو وجود بعض من الناس جعلوا الوضع الإيراني في عالم المجهول من مذكراتهم ، متناسين عن بالغ الأثر لهذه الدولة العظمى القريبة منا .. جدا .. جدا !!!

فإليكم الأبجديات .....


في العشرينيات من القرن العشرين شهدت الساحة الإيرانية تأسيس الدولة الحديثة بمفهومها الجديد من نظام دستوري ومؤسسات على مستوى الدولة ، وخلال هذه المرحلة كانت السلطة الدينية متدهورة إلى حد ما ، إلا أنها كانت تلعب دوراًًً أساسياًًً في المشهد السياسي منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر ، وهو ما جعل السلطة الدينية تكون في مرحلة قلق على مكانتها ونفوذها خصوصا مع التدخل الأوربي في الشأن السياسي و الإقتصادي ، والذي بدوره يهدد مكانة السلطة الدينية ، ومن منطلق هذا الخطر بدأت السلطة الدينية تأخذ زمام دعم وجود الدستور .

وفي عام 1906 م أرغم الشاه على التصديق على الدستور الذي اشترط وجود مجلس منتخب ينهض بمهام التشريع ، ويكون وزراء الدولة مسئولين أمامه ، إلا أن سلطاته التشريعية كانت خاضعة لموافقة رجال الدين الذين شكلوا مجلسا استشاريا يقوم بتدقيق التشريعات كلها للتأكد من موافقتها للشريعة الإسلامية ، وهذا العام لقب بعام الثورة الدستورية ، والذي لعب دورا رئيسيا في زرع بذور التوتر والنزاع بين الشاه والأحزاب المطالبة بالدستور ، وهذا ما شهده العام 1921 م مع وصول رضا خان إلى السلطة ، والذي كان يطمح بوجود جمهورية إلا أن العلماء عارضوها خشية منهم لمثال الجمهورية التركية العلمانية ، إلا أن رضا خان شرع ببناء دولة استبدادية حديثة بعد أن أخضع البرلمان وإلتف على الدستور .

وفي عام 1941 م خلع الحلفاء ( روسيا – بريطانيا ) رضاه شاه وعينوا بدلا منه ابنه محمد رضا الذي بقى على العرش حتى عزل في ثورة 1979 م ، وتلت هذه الرئاسة تغيرا كبيرا ونوعيا في الشارع الإيراني ، والذي تمثل بحقبة من التحرر السياسي والثقافي ، والترخيص للأحزاب السياسية ، وتهميش للأطراف الدينية ، مما خلق جوا من الاضطراب السياسي خصوصا بعد وصول محمد مصدق لرئاسة الوزراء .


وفي عام 1961 م إلى عام 1963 م ، برز نجم روح الله الخميني بوصفه علاَََََمة كبير في قم – وهي مدينة إيرانية – والذي كان يكمن الغيظ والحقد الكبير تجاه رضا شاه ووريثه وإجراءاتهما العلمانية ، وهو ما جعل الخميني يعد العدة للفرصة المرتقبة ، ومنها بدأ بتأسيس الأرضية التي ينطلق منها ، فشرع بتأليف الكتب والذي في مقدمتها كتاب " كشف الأسرار " والذي بين فيه الخميني الحاجة إلى وجود حكومة إسلامية تكون فيها الشريعة والعلماء سلطات مقدسة .

وما جعل نجم الخميني يسطع ويلمع في سماء المعارضة الإيرانية هو حزمة الإصلاحات التي بدأها محمد رضا تحت الضغط الأمريكي عام 1961 م ، والتي عارضها الخميني وصنفها بأنها مناقضة للشريعة ، وتوج الخميني هذه السماء بموقفه في يوم عاشوراء في عام 1963 م ، بخطبته الجريئة في مدينة قم والتي هاجم فيها الشاه مباشرة وخللها بعبارات تحوى معاني الهزء والسخرية المهينه لشخصه .. الأمر الذي أدى بإنتهاء الخطبة إلى اعتقال الخميني ودخوله السجن ، إلا انه تم الإفراج عنه بعد فترة ، ولم يكتفي الخميني بهذه المدة بل كرر هجومه للشاه ونعته بتبعيته لأمريكا وإسرائيل فتم أخذه إلى مطار طهران وتم نفيه إلى تركيا ومن بعدها إلى النجف حتى الأحداث التي سبقت ثورة 1979 م .

ومن أهم ما سطره الخميني في كتابه الذي ذكرناه والذي منه نستطيع أن نتلمس مذهب الخميني في الحكم أن من واجب رجال الدين في غياب الإمام الغائب أن يتصرفوا بوصفهم وكلاء له ويحكمون وفقا للشريعة الإسلامية ، وهو ما جعل الخميني يطور آن ذاك للمرة الأولى لمفهوم ولاية الفقيه الذي سيكون حجر الزاوية في الجمهورية الإسلامية ، والذي بين أن الفقيه هو المجتهد أو العالم الذي يُُُقبل بحكمه ، وحجته على هذا أن الإسلام دين ودولة والفصل بينهما مخالف لتعاليم الإسلام ، والشريعة الإسلامية نزلت لتطبق على مستوى الدولة وليست فقط للمدارسة والتفقه .

ومن المهم أن نبين أن فاهمية القانون والعدل بتطبيقه هما السمتان الرئيسيتان للحاكم ، ومن هنا يعتقد الشيعة أن هاتين الصفتين هي من صفات الإمام المعصوم ، وكون الإمامة غائبة إلى الآن فيستنتج الخميني أن للفقيه العادل أن يجتهد للقيام بوظائف مماثلة ، وهذا مقبول متى ما علمنا الأهمية الكبيرة التي يحظى بها الفقيه من سلطة و ولاية على شؤون أتباعه ضمن إطار تعاليم المذهب الشيعي والتي توجب لكل مؤمن بإتباع مجتهد .

وبهذا يمكننا أن نستشف ملامح نظام الحكم للخميني والتي تدلنا بوضوح أن الجمهورية الإسلامية تقوم على وجود الشريعة الإسلامية وسلطة الفقيه ومن ثم لا مكان لأي عملية تشريعية أخرى ، إلا أن هذا الأمر أوجد صعوبة على الأقل من الناحية النظرية ، للتوافق بين هذا الأمر ووجود رئيس منتخب وهيئة تشريعية ، خصوصا بعد الثورة الإيرانية عام 1979م والتي ترأسها الخميني والتي بموجبها أصبح هو صاحب سلطة ولاية الفقيه والقائد الأعلى ، وهو ما أدى إلى خروج بعض العلماء وتسجيل معارضتهم لهذا النهج في الحكم ، بسبب أن الدستور الإيراني 1979م يتضمن مبدأين وهما ولاية الفقيه وسيادة الشعب عبر هيئة منتخبة ، وهو الأمر الذي يراه البعض متناقضين .

يشمل دستور 1979م على سلطات ثلاث على مستوى الدولة ، السلطة التشريعية وهي عبارة عن مجلس منتخب مع شروط تتعلق بتمثيل جماعات الأقليات الدينية ، ويجب على التشريع أن يلتزم حدود الشرع الإسلامي كما يقررها كل من القائد ومجلس الأمناء ، والسلطة التنفيذية والتي يرأسها رئيس الدولة وهو منتخب بالإقتراع العام ، والسلطة القضائية يرئسها رئيسها الذي يعينه القائد .

وإلى هنا يمكنني الإكتفاء بهذه الأبجديات التاريخية والدستورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، إلا أنه من بالغ الأهمية أن أشير إلى حدث تاريخي ليس بأقل أهمية من ثورة 1979م ، ألا وهو نتيجة النزاع الذي نشأ بين التشريع والسياسات الحكومية وبعض الاضطرابات التي واجهت القائمين على العمل بالدستور نتيجة صعوبة التوافق بين الشريعة والقرارات الحكومية ، شهد عام 1988م إعلان من قبل الخميني وضح فيه بأن الدولة الإسلامية فرع من أمانة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهي واحدة من الفرائض الأولى في الإسلام وتتقدم على جميع الفرائض المشتقة الأخرى كالصلاة والصوم والحج .. ، ومن هذه الفتوى التي فجرها الخميني والتي بموجبها يستطيع الحاكم المسلم كسر تعاليم الشريعة متى رأى أن هناك مصلحة للشعب المسلم ودولته ونتيجة لهذه الفتوى تم إقامة مجلس تشخيص مصلحة النظام ، وأعطي هذا المجلس صلاحيات واسعة .



------------------------------------------------------------------------------
نغزة بوطبيلة
" وين الحج هالسنة "
وتحياتي ..
ويسلمواااااااااااااااااااااااا :)

هناك 22 تعليقًا:

iCoNzZz يقول...

يقولون الغش واضح بانتخابات إيران وإن نجاد احمدي متسبب بهالشي بحسب كلام القنوات الإخبارية ..
آنا عن نفسي ما أفضل أحمدي لأنه متشدد ومتعصب جداً علاوة على اقتتال المذاهب وسفك الدماء في بلدهم بعكس الموسوي اللي يسير على نهج الوسطية واللي مستعد يتعاون مع أمريكا لعمل اتفاقية سلام .


نغزة بوطبيلة مو بس قوية p;

ReLaaaX يقول...

آنا أقول حق بوطبيلة انطر شوي لما تستصح تشمت خوفك يشورون فيك



إذا فيه كلمة غير مفهومة ممكن نترجمها من القاموس الكويتي العتيج:p

بن جبلة يقول...

بوطبيلة شدراه اني بحج السنة ؟؟

عفره يقول...

نجاد من شكله يخرع
عكس الموسوي ويه يفتح النفس
ان شاء الله يكون في غش و يطلع منها نجاد قول امين
---
بوطبيله:
الحج هالسنه عند دور الامم المتحده :D

صبا يقول...

من فاز نجاد شغب ومظاهرات مشاكل

خوش انتخابات



ما في احد راضي
عن النتائج السياسيه



وين الحج ............

انت قول ...؟

Jungaar يقول...

هل صرح الموسوي انه اذا فاز فسوف يتوقف العمل على الطاقة النووية؟ وانه سيخضع للظغوط الخارجيه؟

والشاطر يفهم :)

om comment kuwait يقول...

اولا: معلومات قيمة و اسلوب مرتب للسرد و الطرح

يعطيك العافية
---------------------------
ثانيا: خلصنا الحج الحمدالله يا بو طبيلة تو الناس كبرت و ما حجيت :)

Q8EL5AIR يقول...

iCoNzZz ..

والله يقولون .. وهذا الكلام الي داير ..

وهذا الي خله مجلس صيانة الدستور يطلب اعادة الفرز !!

نجاد يميل واايد للثورريين .. اما موسوي فيميل للمعتدلين اكثر ..



اي حدها :)




حياج الله اختي .. وعلى راسي المرور الجميل :)

Q8EL5AIR يقول...

ReLaaaX ..


تصدقين .. خل اخشه بالصندوق عيل !!

بوطبيلة غالي علي :)

كااااااااااااااااك :)


اي ممكن !! بس شنو الي مومفهوم !!




حياج اختي .. وعلى راسي التواصل الجميل :)

Q8EL5AIR يقول...

بن جبلة ..


الريال واصل يبه ..

:)



حياك اخوي .. ومنور والله :)

Q8EL5AIR يقول...

عفره ..

اي صح :)

اوله ليش !! كل هذا عشان ويه مسكين :)


كاااااااااااااااااااااااااك :)

عجيبة والله :)

الظاهر بيصير جذي !!

اوله يالزحمة !!






حياج اختي .. وشكرا للمتابعة :)

Q8EL5AIR يقول...

صبا ..

الراي الاخر عندهم عالي شوي !!!


صاير طق !!


شدعوة مخليه مدونتج للقراء المدعوين !!
ها .. شقاعد يصير :)

عالعموم لا تطولين علينا ..






حياج اختي .. وشكرا للتواصل :)

Q8EL5AIR يقول...

Jungaar ..

يبه في سياسات خارجية لا يمكن التنازل عنها .. لو شنو !!

مهما يتغير الرئيس !!




حياك اخوي .. ومنور والله :)

Q8EL5AIR يقول...

om comment kuwait ..

اولا :
شكرا على الاطراء .. منذ وقج والله :)


ثانيا :

لاه .. وليش ماقلتولي !!
انا ناطر :)







حياج اختي .. وعلى راسي المرور :)

جنون الكويت يقول...

الله يستر علينا لاايلنا صاروووووخ طاير بالغلط قريبين احنا وايد منهم
هههههه

ReLaaaX يقول...

شسوي والله كل ماتحجيت قالو لي ترجمي !

لما حسسوني إني عيوز اتحجي وتهذر ومحد فاهم مصطلحاتها من كثر مااهي داثره

ريــــــانــه الـعـــــود يقول...

يقولك مفبركة السالفة

لول قايلة شي يديد يعني p;

الله يستر بس مو ناقصين يتهاوشون ويحطون حرتهم فينا :)

إيلاف يقول...

انتهيت للتو من سماع خطبة الجمعة في جامعة طهران والتي ألقاها (...) نسيت اسمه هه !

عموما ,
أثناء الخطبة تبادرت إلى ذهني الكثير من التساؤلات التاريخية حول إيران في الحقبة الحديثة

وجزيت خيراً حيث أجبت على هذه التساؤلات في مقالك هذا

وقد قرأت أيضاً مقال فهمي هويدي لهذا الأسبوع في جريدة الوطن , حلل فيه فوز نجاد بعيداً عن اتهاملات الغش والتزوير



شكراً لك

Q8EL5AIR يقول...

جنون الكويت ..

لا مووقته !!

العراق من صوب وايران من صوب !!

بنصير شاورما عيل !!

كااااااااااااك :)





حياج اختي .. وشكرا للتواصل الجميل :)

Q8EL5AIR يقول...

ReLaaaX ..

لايبه ماعليج منهم ..

كلامج واضح زي الشمس :)

وهذي المصطلحات هي الاصل :)

عتيج الصوف ولا يديد البريسم ..

ماعليج من العذال !!




حياج اختي .. وعلى راسي التواصل الجميل :)

Q8EL5AIR يقول...

ريــــــانــه الـعـــــود..

كاااااااااااااااااااك :)

والله يقولون !!

عالعموم الى الان جنه راح يعيدون الفرز !!
وان غدا لناظره لقريب :)



حياج اختي .. وعلى راسي المتابعة الجميلة :)

Q8EL5AIR يقول...

إيلاف ...

اولا :
اشكرج على المرور الذي اسعدني كثيرا .. وعساها دوم مو يوم :)


ثانيا :

عاد قايل بسمعها ونسيت !!

اسمه خامنئي :)

اشكرج على الاطراء الجميل .. ومن ذوقج والله ...

اي قريته .. خوش مقال .. بعد مايحتاج فهمي هويدي :)




حياج اختي .. وشكرا للتواصل الجميل :)